مسلك فلاسفة الاسلام ، وهو بعينه مذكور فى كتب الفلاسفة لحسن البعثة لان التكليف والبعثة متلازمان ، والمصنف ضمن وجه الفلاسفة وجه المتكلمين ولم يأت به على حدته اختصارا.
وللالهيين وجه آخر لحسن البعثة مذكور فى كتبهم ، ملخصه ان الناقص فى الغاية لا يناسب الكامل فى الغاية ولا يستفيد منه فلا بد من واسطة ليحصل الكمال له منه بسببه ، ولعل المصنف اراد بقوله : وتكميل اشخاصه الخ الاشارة الى هذا الوجه ، وهذا مأخوذ من حديث رواه فى الكافى باب الاضطرار الى الحجة عن على بن ابراهيم عن ابيه عن العباس بن عمرو الفقيمى عن هشام بن الحكم عن ابى عبد الله عليهالسلام انه قال للزنديق الّذي سأله من اين اثبتّ الأنبياء والرسل ، قال : انا لما اثبتنا ان لنا خالقا صانعا متعاليا عنا وعن جميع ما خلق وكان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز ان يشاهده خلقه ولا يلامسوه فيباشرهم ويباشروه ويحاجهم ويحاجوه ثبت ان له سفراء فى خلقه يعبرون عنه الى خلقه وعباده ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفى تركه فناؤهم ، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم فى خلقه والمعبرون عنه جل وعز ، وهم الأنبياء عليهمالسلام وصفوته من خلقه حكماء مؤدبين بالحكمة مبعوثين بها غير مشاركين للناس ـ على مشاركتهم لهم فى الخلق والتركيب ـ فى شيء من احوالهم مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة ، ثم ثبت ذلك فى كل دهر وزمان مما اتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكيلا تخلو ارض الله من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته.
قول الشارح : فبعضهم مستغن الخ ـ هم الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم.
قول الشارح : للاتصال بالامور العالية ـ اى بالملكوت ومبادى الوحى.
قول الشارح : والقوة البشرية عاجزة عنه ـ ان قلت : ان القوة البشرية كافية لاحداث الصنائع والآلات التى يحتاج البشر إليها فى تعيشهم الدنيوى وبقائهم فيها كما نشاهده لا سيما اليوم ، قلت : كلما يرتقى العلم والصنعة اى علم كان او صنعة كانت فهو تكميل لما كان فى العصر المتقدم حتى ينتهى الى اعصار الأنبياء عليهمالسلام ، فكل آلة