مثبتون للكلية فى ذلك المبحث ، ولعمرك ان هو الاسرّ الشقاوة الموجبة للانحراف عن باب الولاية ومدينة العلم والحكمة.
واما القائلون بوجوب نصب الامام على العباد سمعا فهم اصحاب الحديث والاشاعرة والجبائيان من المعتزلة بل غيرهما الا من عددناه فى القول السابق ، وهم استدلوا على مذهبهم بامور :
الاول الاجماع ، قال القوشجى فى شرحه : تمسك اهل السنة بوجوه ، الاول وهو العمدة اجماع الصحابة حتى جعلوا ذلك اهم الواجبات واشتغلوا به عن دفن الرسول ص.
اقول : لم يقم اجماع على ان نصب الامام واجب على العباد ، والا فمن اين هذه الاختلافات فى هذه المسألة حتى ذهب كثير من غير الشيعة الى عدم الوجوب اصلا ، بل الاجماع المدعى من الخصم المذكور فى كتبهم انما هو على اختيار ابى بكر ، وذلك غير المسألة المبحوث عنها ، مع انه لم يقع فيه أيضا من المسلمين اجماع ولا من الصحابة قطعا على ما بين فى محله.
الثانى ان نصب الامام مقدمة للواجب ومقدمة الواجب واجب ، اما الكبرى فظاهرة مسلمة ، واما الصغرى فلان الشارع امر باقامة الحدود وسد الثغور وتجهيز الجيوش للجهاد وكثير من الامور المتعلقة بحفظ النظام وحماية بيضة الاسلام.
اقول : ان وجوب المقدمة عقلى لا سمعى ، فيثبت بهذا الدليل ان تم وجوب نصب الامام عقلا لا سمعا ، مع ان وجوب المقدمة عام حتى فى حقه تعالى فانه تعالى اذا اراد شيئا لا يمكن ان يوجد الا بامر آخر فلا بد ان يريد ذلك الامر أيضا ، فاذا كان نصب الامام مقدمة لبقاء الدين ونظام امر المسلمين فعليه تعالى ان ينصبه لانه تعالى يريد بقاء الدين بحكمته كما يريده المسلمون باذنه وامره.
الثالث ما ذكره الرازى فى الاربعين من ان نصب الامام يتضمن اندفاع ضرر لا يندفع الا بنصبه ودفع الضرر عن النفس واجب بقدر الامكان ، وهذا يقتضي ان يجب على العقلاء ان ينصبوا لانفسهم إماما ، اما بيان المقام الاول فانا نرى ان البلد اذا حصل