فى ذلك لا يطلب بشفاعته خروج المولى عن مقام مولويته وربوبيته ولا خروج العبد عن مقام عبوديته ومملوكيته حتى يلزم منافى حقه تعالى ، بل هو يتمسك بصفة عزّ المولى وغناه عن عذاب العبد وصفة ذل العبد وافتقاره الى رحمة المولى فيطلب منه العفو له ، فعفوه تعالى عن عبده من توابع جلاله سواء كان برأفته عليه او بشفاعة ولى من اوليائه او توبة العبد بنفسه ، فاسقاط العذاب الّذي هو حق له تعالى لا ينافى حقه لانه يسقطه باختياره وكرمه.
قول الشارح : ويدل عليه قوله تعالى الخ ـ راجع فى الآيات والاخبار الواردة فى الشفاعة ثامن البحار المطبوع حديثا.
قول الشارح : قيل انه الشفاعة ـ الاكثر على ذلك ، ووردت اخبار كثيرة فسرت المقام المحمود بها.
قول الشارح : قالت الوعيدية ـ هم الذين اخذوا آيات الوعيد على عمومها فى الكافر وغيره ، وقالوا : صاحب الكبيرة ان خرج من الدنيا من غير توبة فهو من اهل النار خالد فيها ، لكن عذابه اخفّ من عذاب الكافر ، وهم المعتزلة والخوارج ، وعلى هذا المسلك ذهبوا الى ان الشفاعة ليست لاهل الكبائر لانهم ان شملهم العفو فبالتوبة والا فهم من اهل النار ، وقالوا : ان الشفاعة فى زيادة المنافع.
قول الشارح : وذهب التفضلية ـ انهم فى قبال الوعيدية ، يقولون : ان الله تعالى يتفضل على عباده يوم القيامة من غير استحقاقهم ، وهم الاشاعرة والامامية وطوائف من سائر الفرق ، لكن الاشاعرة يقولون : ان كل ما للعبد يوم القيامة وفى الجنة تفضل ليس له استحقاق رأسا ، والامامية يقولون : انه تعالى يتفضل على عبده زائدا على استحقاقه ، فانه تعالى أعد لهم اجرا كريما وان لهم من الله فضلا كبيرا.
قول الشارح : وابطل المصنف الخ ـ جريا على مسلك القائلين ببطلان الشفاعة فى زيادة المنافع ، والا فالحق عنده صدق الشفاعة فيهما لعدم تمامية هذا الاستدلال
قول الشارح : لو كانت فى زيادة الخ ـ يرد على هذا الاستدلال ان اللزوم