وائمة الهدى ، وبهذا الّذي قلنا روايات كثيرة ، راجع ثامن البحار المطبوع حديثا.
والحاصل ان قولهم فى سورة الشعراء : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم اظهار لتحسر هم على الفائت عنهم مما حصل لاهل الايمان والولاية من الانتفاع بصديق حميم وشفاعة الشافعين ، وحكى الله تعالى ذلك الواقع عنهم فى هذه الآية.
قول الشارح : والله تعالى فوق الخ ـ قد قلنا ان يطاع ليس بالنسبة إليه تعالى لان ذلك لا يليق بالبلاغة ولان نفى الشفيع المطاع بهذا المعنى لا يختص بالظالمين.
قول الشارح : ولا يلزم من نفى الشفيع الخ ـ اى لا يلزم من ذلك نفى الشفيع المجاب فى شفاعته ، بل يجوز ان يكون للظالمين شفعاء يجيز الله شفاعتهم ويقبل فى الظالمين قولهم ويجاب فى الشفاعة دعوتهم ، ثم لما نظرنا فى الادلة وجدنا ان تلك الشفاعة والاجابة ليست لكل ظالم ، بل لمن هو مع ذلك من اهل الايمان والولاية.
ان قلت : ما الفائدة فى تقييد الشفيع فى الآية بالمطاع ، قلت : ان الفائدة على ما قلنا من كون المطاع بالنسبة الى المشفوع لهم ان الشفيع للمؤمن العاصى لا يكون الا الّذي اطاعه من النبي او الوصى او الولى الفقيه لان اضافة الاطاعة بينهما تصحح شفاعة المطاع حقا للمطيع عند الله عز وجل ، ولو لا ذلك لا ارتباط بينهما يصحح ذلك ، وشفاعة بعض المؤمنين الكاملين لبعض ليس فى درجتهم من الايمان كما نطق به بعض الاخبار ترجع بالاخرة الى تلك الاضافة والارتباط ، فالشفاعة لمطيع الحق من مطاعه ، واما غيره فالمطيع والمطاع كلاهما فى النار ، واما على القول بان المطاع بالنسبة إليه تعالى فالفائدة فيه الاشعار بان قبول الشفاعة ليس يجب عليه تعالى بحيث يعدّ مطيعا للشافعين بل على وجه المسألة والاستكانة منهم كما ذكر الشيخ رحمهالله فى تبيانه بقوله : ويكون المعنى ان الذين يشفعون يوم القيامة الى آخر ما نقلناه عنه عن قريب.
ان قلت : ان بعد هذا الكلام : يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور ، فما المانع عن ان يكون يطاع ابتداء الكلام ويعلم حالا من ضمير يطاع الراجع الى الله تعالى لا