والسوم بين طلوع الفجر وطلوع الشمس
والدخول الى السوق أولا
______________________________________________________
سمعته يقول : إذا قال الرجل للرجل : هلم أحسن بيعك يحرم عليه الربح (١) ، حملت على الكراهة ، ولا يضر عدم الصحة بالإرسال ، لقبول الأصحاب ، وكونها من المكروهات.
قوله : «والسوم بين طلوع الفجر وطلوع الشمس» السوم بمعنى المساومة ، وهي المبايعة.
والظاهر ان المراد المعاملة بيعا وشراء أولا.
ولعل دليل كراهته ان هذا وقت الدعاء والتعقيب فيكره صرفه في غيره.
ولما روي ان التعقيب في هذا الوقت أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد (٢) ولان السوم فيه يدل على الحرص في طلب الدنيا ، ولقول الأصحاب ، ولما روي أنه نهى رسول الله صلّى الله عليه وآله عن السوم ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس (٣) المحمول على الكراهة لعدم الصحة والقول بالتحريم.
قوله : «والدخول الى السوق أولا» قيل : وكذا الخروج آخرا.
دليله بعض ما مر. وما روى في الفقيه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : جاء أعرابي من بني عامر إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فسأله عن شر بقاع الأرض وخير بقاع الأرض؟ فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله : شر بقاع الأرض الأسواق وهي ميدان إبليس يغدو برايته ، ويضع كرسيه ويبث ذريته ، فبين مطفف في قفيز أو طايش في ميزان ، أو سارق في زرع ، أو كاذب في سلعة ،
__________________
(١) الوسائل ، كتاب التجارة ، الباب (٩) من أبواب آداب التجارة ، الحديث (١).
(٢) الوسائل ، كتاب الصلاة ، الباب (١٨) من أبواب التعقيب ، الحديث (٣)
(٣) الوسائل ، كتاب التجارة ، الباب (١٢) من أبواب آداب التجارة ، الحديث (٢).