.................................................................................................
______________________________________________________
من الأجر الّذي يؤخذ عن أموالهم ، إلّا ان تعلم حلّيّته ، ولما سيجيء.
ولا شكّ في تحريم معونة أحد من الظّلمة والفسقة في الظّلم والفسق.
ويدلّ عليه العقل والنّقل من الكتاب والسّنّة والإجماع ، مثل «وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ» (١).
قيل : الرّكون هو الميل القليل ، وإذا كان الميل القليل إليهم موجبا لمسّ النّار الّذي يدلّ على أنّه كبيرة ، فمعاونتهم بالطريق الأولى موجبة لمسّ النّار.
لعلّ المراد ب (الذين ظلموا) حكّام الجور وسلاطينهم (وسلاطينه خ ل) الّذين يجعلون أنفسهم قائمين مقام رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمّة صلوات الله عليهم من بعده كمعاوية وأعوانه واضرابه.
ويحتمل مطلق من يظلم غيره ، لا مطلق العاصي والفاسق ، لأنّه المتبادر إلى الفهم ، ولأنّ الظّاهر الميل إليه ـ لا غير ـ يكون بهذه المثابة لعظم عصيانه ووزره ، ويكون المراد المنع عن معونتهم وعن الدّخول في أعمالهم المحرّمة الموبقة.
كما تدلّ عليه الأخبار الكثيرة جدا مثل حسنة وليد بن صبيح ، قال : «دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستقبلني زرارة خارجا من عنده ، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا وليد ، أما تعجب من زرارة؟ سألني عن أعمال هؤلاء أيّ شيء كان يريد؟ أيريد أن أقول له : لا : فيروي ذلك عليّ ، ثمّ قال : يا وليد متى كانت الشّيعة تسأل عن أعمالهم؟ إنّما كانت الشّيعة تقول : يؤكل من طعامهم ويشرب من شرابهم ، ويستظلّ بظلهم ، متى كانت الشيعة تسأل من هذا؟» (٢) وفيه مذمّة لزرارة.
ورواية محمّد بن عذافر عن أبيه ، قال : «قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا
__________________
(١) سورة هود ، الآية ١١٣.
(٢) الوسائل ، التّجارة ، الباب ٤٥ مما يكتسب به ، الحديث ١.