ومعاملة الأدنين وذوي العاهات والأكراد
______________________________________________________
فيقول : عليكم برجل مات أبوه وأبوكم حي ، فلا يزال مع ذلك أول داخل وأخر خارج ، ثم قال عليه السلام : وخير البقاع المساجد وأحبهم الى الله عز وجل أولهم دخولا وأخرهم خروجا منها (١).
قوله : «ومعاملة الأدنين إلخ» كأنه جمع ادنى أو دنى ، وفسر بأنه لا يبالي بما قال ولا بما قيل فيه. وذووا العاهات هم الذين فيهم عيوب مثل الجذام والبرص والعمى والعرج وغيرها. والأكراد طائفة مشهورة.
دليل كراهة معاملتهم مطلقا عدم خلوص من يعاملهم من أذى بسببهم ، لعدم الخيرية فيهم غالبا.
والأصل ، والرواية ـ مع قبول الأصحاب ـ مثل حسنة حفص البختري قال : استقرض قهرمان (٢) لأبي عبد الله عليه السلام من رجل طعاما لأبي عبد الله عليه السلام ، فألحّ في التقاضي فقال له أبو عبد الله عليه السلام : الم أنهك أن تستقرض لي ممن لم يكن له فكان (٣) ، اي لم يكن له شيء فحصّل شيئا ، فهو خلاف من نشأ في الخير ، يقال له : جديد المال والدولة ، فإنه ما كان ممن كان لهم شيء ، فحصل هو شيئا.
قد يعلم منها عموم المعاملة وتفسير الأدنين.
وعدة اخبار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا تخالطوا ولا تعاملوا الا من نشأ في خير (٤).
وفي رواية أخرى عنه عليه السلام مسندا انه قال : إياكم ومخالطة السفلة ،
__________________
(١) الوسائل ، كتاب التجارة ، الباب (٦٠) من أبواب آداب التجارة ، الحديث (١).
(٢) القهرمان الوكيل ، أو أمين الدخل والخرج ج قهارمة ـ المنجد.
(٣) الوسائل ، كتاب التجارة ، الباب (٢١) من أبواب آداب التجارة ، الحديث (٢).
(٤) الوسائل ، كتاب التجارة ، الباب (٢١) من أبواب آداب التجارة ، الحديث (٤) و (٦)