.................................................................................................
______________________________________________________
عبد الله : ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ، ولا تحريم الحلال ، بل الزّهد في الدنيا ان لا تكون بما في يدك أوثق منك بما عند الله عزّ وجل (١).
وروي أيضا : انّ المؤمن يرزق من غير ما يحتسب (٢). وروى عن أبي عبد الله : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فإنّ موسى ذهب ليقتبس نارا فانصرف إليهم وهو نبي مرسل (٣) ، وعن أمير المؤمنين مثله. وروي عنه أيضا : أيّها النّاس إنّه لن يزداد امرؤ نقيرا بحذقه ، ولم ينتقص امرؤ نقيرا لحمقه ، فالعالم لهذا ، العالم به ، أعظم النّاس راحة في منفعة ، والعالم لهذا ، التّارك له أعظم النّاس شغلا في مضرّته (٤) ، الحديث. وروي أنه قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إنّ الله عز وجل وسّع أرزاق الحمقاء (الحمقى ئل) ليعتبر العقلاء ويعلموا أنّ الدّنيا ليس ينال ما فيها بعمل ولا حيلة (٥).
هذا كلّه واضح ، إلا أنّه ورد ما يدلّ على حسن عدم الطلب :
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام : أنّه قال : من أتاه الله برزق لم يخط إليه برجل ، ولم يمدّ إليه يده ، ولم يتكلّم بلسانه ، ولم يشدّ إليه بنائه (ثيابه ـ قيه) ، ولم يتعرّض له ، كان ممن ذكره الله عز وجلّ في كتابه «وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً
__________________
(١) الوسائل ج ١٢ كتاب التجارة ، الباب (٨) من أبواب مقدمات التجارة الحديث (٢).
(٢) لم نعثر على حديث بهذه العبارة ، ولكن بمضمونه روايات ، مثل ما في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام ان الله عز وجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون ، وذلك ان العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاءه (ج ٥ ص ٨٤) وراجع أيضا الأخبار الواردة في تفسير قوله تعالى ((وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) الآية (سورة الطلاق ٢٨).
(٣) الوسائل ج ١٢ كتاب التجارة ، الباب (١٤) من أبواب مقدمات التجارة الحديث (٣ ـ ٤).
(٤) الوسائل ج ١٢ كتاب التجارة ، الباب (١٣) من أبواب مقدمات التجارة ، قطعة من حديث (٤).
(٥) الوسائل ج ١٢ كتاب التجارة ، الباب (١٣) من أبواب مقدمات التجارة الحديث (١).