.................................................................................................
______________________________________________________
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ» (١) (٢).
وروى عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) من طلب العلم تكفّل الله برزقه (٣). قال في الدّروس : «وفسر بأن يعطف عليه قلوب أهل الصّلاح»
فيمكن حمل رواية أمير المؤمنين عليه السلام على طالب العلم بقرينة حديث النبيّ صلّى الله عليه وآله ويحمل غيرهما ، ممّا تقدّم وغيره ، على غيره.
ويمكن ان يقال أيضا : ما دلّ حديثه عليه السلام على عدم الطّلب ، بل دلّ على أنّ إيتان مثل هذا الرّزق دليل التقوى.
ويمكن الجمع بينهما (٤) بحمل ما يدلّ على عدم الطّلب على الوجه الذي فهم النهي عنه ، مثل بذل الجهد ، أو الاعتماد عليه ، وعلى وجه حرام ، أو غير مستحسن ، مثل طلب الدّنيا فقط. وما يدلّ على الطلب الجميل مثل عدم المبالغة في الطّلب ، مثل فتح الباب ـ كما تقدّم ـ ومثل الطّلب للصرف في وجه الله ـ كما تقدّم من الصّلة والحجّ ـ ومثل الطّلب لا على وجه الاعتماد بل جعله وسيلة في الجملة ، بل لمجرّد أمر الشارع ، وتعبّدا.
أو بحمل النهي على ترك الطّلب بالنّسبة إلى الكلّ على وجه المبالغة ، لأنّ ترك الكلّ ذلك يوجب عدم النّظام ، على الوجه المتعارف من ترتيب الأمور على الأسباب ، [و] الله يعلم.
ثم اعلم : أنّه يحتمل ان يراد بالمتاجر ـ جمع متجر ـ المكاسب مطلقا ، ولهذا يذكر فيها أحكام غير التجارة أيضا ، ومعناها المتعارف وهو المعاوضة للربح ويكون
__________________
(١) سورة الطلاق ، ٢.
(٢) الفقيه ج ٣ (٥٨) باب المعايش والمكاسب والفوائد والصناعات ص (١٠١) الحديث (٤٧).
(٣) منية المريد ، ص (٦٢) ط المصطفوى ـ طهران.
(٤) اى بين ما دل على رجحان طلب الرزق وما دل على عدم الطلب.