.................................................................................................
______________________________________________________
للإعانة ، ولا شك أنّه ـ حينئذ ـ حياتهم محبوبة للمسلمين ، بل للإمام عليه السلام ولا يريدون مغلوبيّتهم ومقتوليّتهم ، بل يريدون أن يبقوا ويقتلوا الأعداء ، ولهذا يمنعون عنهم ، بل يوجبون لهم قتل المسلمين الّذين تترّس بهم الأعداء.
وأيضا لهذا ذكر بعض الأصحاب أنّ القبيح مدح من هو يستحقّ الذّم من جهة القبيح ، لا مطلقا ، وهو ظاهر.
لكن لا شكّ أنّ الدّخول في عمله والاختلاف إلى بابه للدّنيا مالا أو جاها مذموم مرغوب عنه ، وإن لم يكن بمثابة أبواب المخالفين ، للإشعار في بعض الأخبار المتقدّمة أنّ لمخالفة الدّين أيضا دخلا في المنع والورع والمذمة واستحقاق ما تقدّم ، وهو ظاهر.
والظّاهر أنّ هذا مجرّد الميل إليهم والطّلب والطّمع منهم ، وإن لم يعلم تحريم ما أعطوا ، فإن علم فذلك وبال آخر ، وضمان لأصحابه ، ويجب ردّه إلى أهله مع العلم ، ومع الجهل التصدّق به ، والتّوبة كما قاله الأصحاب.
ويدلّ عليه رواية عليّ بن أبي حمزة قال : «كان لي صديق من كتاب بني أميّة فقال لي استأذن لي على أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنت له فأذن له ، فلمّا أن دخل سلّم وجلس ثم كلّمه ، قال : جعلت فداك إنّي كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالا كثيرا وأغمضت في مطالبه ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : لولا أنّ بني أميّة وجدوا من يكتب لهم ويجبي لهم الفيء ، ويقاتل عنهم ، ويشهد جماعتهم لما سلبونا حقّنا ، ولو تركهم النّاس وما في أيديهم لما وجدوا شيئا إلّا ما وقع في أيديهم ، قال : فقال الفتى : جعلت فداك ، فهل لي من مخرج منه؟ قال : فقال : إن قلت لك تفعل؟ قال : أفعل ، قال له : فاخرج من جميع ما كسبت (اكتسبت خ ل ئل) في ديوانهم فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ، ومن لم تعرف تصدّقت به ، وأنا أضمن لك على الله عز وجل الجنّة. فأطرق الفتى طويلا ثمّ قال