قال شهاب الدين (١) : قوله : «بمضارع» كان ينبغي أن يقول : «مثبت» ؛ لأنه متى كان منفيّا ب «لم» كثر وصلها به ، نحو قوله : [الطويل]
٢١٦٨ ـ ولن يلبث الجهّال أن [يتهضّموا] (٢) |
|
أخا الحلم ما لم يستعن بجهول (٣) |
ومن وصلها بمضارع مثبت قوله : [الوافر]
٢١٦٩ ـ أطوف ما أطوّف ثمّ آوي |
|
إلى أمّى ويرويني النّقيع (٤) |
وقول الآخر : [الوافر]
٢١٧٠ ـ أطوّف ما أطوّف ثمّ آوي |
|
إلى بيت قعيدته لكاع (٥) |
ف «أطوّف» صلة ل «ما» الظرفية.
الثالث : أنها نكرة موصوفة ذكره أبو البقاء (٦) ، والعائد أيضا محذوف أي : فيكشف شيئا تدعونه ، أي : تدعون كشفه ، والحذف من الصّفة أقلّ منه من الصلة.
الرابع : أنها مصدريّة ، قال ابن عطيّة (٧) : «ويصحّ أن تكون مصدريّة على حذف في الكلام».
قال الزّجّاج (٨) : وهو مثل : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢].
قال شهاب الدين (٩) : فيكشف سبب دعائكم وموجبه.
قال أبو حيّان (١٠) : وهذه دعوى محذوف غير معيّن ، وهو خلاف الظاهر.
وقال أبو البقاء (١١) : «وليست مصدريّة إلّا تجعلها مصدرا بمعنى المفعول» يعني
__________________
(١) ينظر : الدر المصون ٣ / ٦٢.
(٢) في ب : يتنمصوا.
(٣) البيت لكعب الغنوي ينظر : الهمع ١ / ٨٢ ، الخزانة ٨ / ٥٧٣ ، الأصمعيات ٧٦ ، الدر المصون ٣ / ٦٢.
(٤) البيت لنفيع بن جرموز العبشمي.
ينظر : المؤتلف والمختلف ص (١٩٥) ، نوادر أبي زيد ص (١٩) ، وينظر : الدرر ٥ / ٥٤ ، شرح الأشموني ٢ / ٣٣٢ ، شرح عمدة الحافظ ص (٥١٢) ، لسان العرب (نقع) ، المقاصد النحوية ٤ / ٢٤٧ ، المقرب ١ / ٢١٧ ، ٢ / ٢٠٦ ، همع الهوامع ٣٢ / ٥٣ ، الدر المصون ٣ / ٦٢.
(٥) البيت للحطيئة في ملحق ديوانه ص (١٥٦) ، جمهرة اللغة ص (٦٦٢) ، خزانة الأدب ٢ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، الدرر ١ / ٢٥٤ ، شرح التصريح ٢ / ١٨٠ ، شرح المفصل ٤ / ٥٧ ، المقاصد النحوية ١ / ٤٧٣ ، ٤ / ٢٢٩ ، ولأبي الغريب النصري في لسان العرب (لكع) وينظر : أوضح المسالك ٤ / ٤٥ ، شرح شذور الذهب ص (١٢٠) ، شرح ابن عقيل ص (٧٦) ، المقتضب ٤ / ٢٣٨ ، همع الهوامع ١ / ٨٢ ، ١٧٨ الدر المصون ٣ / ٦٢.
(٦) ينظر : الإملاء ١ / ٢٤٢.
(٧) ينظر : المحرر الوجيز ٢ / ٢٩١.
(٨) ينظر : معاني القرآن ٢ / ٢٧١.
(٩) ينظر : الدر المصون ٣ / ٦٢.
(١٠) ينظر : البحر المحيط ٤ / ١٣٢.
(١١) ينظر : الإملاء ١ / ٢٤٢.