بني لإضافته إلى غير متمكّن ، وسيأتي في مكانه ، ومثله قول الآخر في ذلك : [الرمل]
٢٢٤١ ـ تتداعى منخراه بدم |
|
مثل ما أثمر حمّاض الجبل (١) |
بفتح «مثل» مع أنها تابعة ل «دم» ، ومثله قول الآخر : [البسيط]
٢٢٤٢ ـ لم يمذع الشّرب منها غير أن نطقت |
|
حمامة في غصون ذات أوقال (٢) |
بفتح «غير» ، وهي فاعل «يمنع» ، ومثله قول النابغة : [الطويل]
٢٢٤٣ ـ أتاني أبيت اللّعن أنّك لمتني |
|
وتلك الّتي تستكّ منها المسامع |
مقالة أن قد قلت : سوف أناله |
|
وذلك من تلقاء مثلك رائع (٣) |
ف «مقالة» بدل م ن «أنّك لمتني» ، وهو فاعل ، والرواية بفتح تاء «مقالة» لإضافتها إلى «أن» وما في حيّزها.
الخامس : أن المسألة من باب الإعمال ، وذلك أن «تقطّع» و «ضلّ» كلاهما يتوجّهان على (ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) كل منهما يطلبه فاعلا ، فيجوز أن تكون المسألة من باب إعمال الثاني ، وأن تكون من إعمال الأوّل ، لأنه ليس هنا قرينة تعيّن ذلك ، إلا أنه تقدم في «البقرة» أن مذهب البصريين اختيار إعمال الثاني ، ومذهب الكوفيين بالعكس ، فعلى اختيار البصريين يكون «ضلّ» هو الرافع ل (ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) واحتاج الأول لفاعل فأعطيناه ضميره فاستتر فيه ، وعلى اختيار الكوفيين يكون «تقطّع» هو الرافع ل (ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) ، وفي «ضلّ» ضمير فاعل به ، وعلى كلا القولين ف «بينكم» منصوب على الظّرف ، وناصبه «تقطّع» هو الرافع. السادس : أن الظرف صلة لموصول محذوف تقديره : تقطّع ما بينكم ، فحذف الموصول وهو «ما» وقد تقدّم أن ذلك رأي الكوفيين ، وتقدم ما استشهدوا به عليه من القرآن ، وأبيات العرب ، واستدلّ القائل بذلك بقول الشاعر حيث قال في ذلك : [الطويل]
٢٢٤٤ ـ يديرونني عن سالم وأديرهم |
|
وجلدة بين الأنف والعين سالم (٤) |
__________________
(١) ينظر البيت في : المقرب ١ / ١٠٢ ، ابن يعيش ٨ / ١٣٥ ، لسان العرب (حمص) ، ابن الشجري ٢ / ٢٦٦ ، الدر المصون ٣ / ١٢٧.
(٢) البيت لأبي قيس بن الأسلت في ديوانه ص (٨٥) ، جمهرة اللغة ص (١٣١٦) ، خزانة الأدب ٣ / ٤٠٦ ، ٤٠٧ ، الدرر ٣ / ١٥٠ ، ولأبي قيس بن رفاعة في شرح أبيات سيبويه ٢ / ١٨٠ ، شرح شواهد المغني ١ / ٤٥٨ ، شرح المفصل ٣ / ٨٠ ، خزانة الأدب ٦ / ٥٣٢ ، ٥٥٢ ، ٥٥٣ ، سر صناعة الإعراب ٢ / ٥٠٧ ، شرح التصريح ١ / ١٥ ، الكتاب ٢ / ٣٢٩ ، لسان العرب (نطق) ، (وقل) ، مغني اللبيب ١ / ١٥٩ ، همع الهوامع ١ / ٢١٩ ، الدر المصون ٣ / ١٢٧.
(٣) ينظر : ديوانه ص (٥٤) ، المغني ص ٢ / ٥١٨ ، معاهد التنصيص ١ / ٣٣٣١ ، الدر المصون ٣ / ١٢٧.
(٤) البيت لأبي الأسود ، وقيل لعبد الله بن عمرو وقيل لعبد الله بن معاوية ينظر : أمالي القالي ١ / ١٥ ، اللسان (دور) ، الدر المصون ٣ / ١٢٨.