٢٣٢١ ـ .......... |
|
زجّ ـ القلوص ـ أبي مزاده (١) |
وقال أبو عبيد : وكان عبد الله بن عامر ، وأهل الشام يقرءونها : «زيّن» بضم الزّاي «قتل» بالرّفع ، «أولادهم» بالنّصب ، «شركائهم» بالخفض ، ويتأولو ن «قتل شركائهم أولادهم» فيفرقون بين الفعل وفاعله.
قال أبو عبيد : «ولا أحبّ هذه القراءة ؛ لما فيها من الاستكراه والقراءة عندنا هي الأولى ؛ لصحّتها في العربيّة ، مع إجماع أهل الحرمين والمصرين بالعراق عليها».
وقال سيبويه (٢) في قولهم :
٢٣٢٢ ـ يا سارق اللّيلة أهل الدّار (٣)
بخفض «اللّيلة» على التّجّوز وبنصب «الأهل» على المفعوليّة ، ولا يجوز «يا سارق اللّيلة أهل الدّار» إلّا في شعر ؛ كراهة أن يفصلوا بين الجارّ والمجرور ، ثم قال : وممّا جاء في الشّعر قد فصل بينه وبين المجرور قول عمرو بن قميئة : [السريع]
٢٣٢٣ ـ لمّا رأت ساتيدما استعبرت |
|
لله درّ ـ اليوم ـ من لامها (٤) |
وذكر أبياتا أخر.
ثم قال : وهذا قبيح ويجوز في الشّعر على هذا : «مررت بخير وأفضل من ثمّ».
وقال أبو الفتح بن جني (٥) : «الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظّرف والجارّ والمجرور كثير ، لكنه من ضرورة الشّاعر».
وقال مكّي بن أبي طالب (٦) : «ومن قرأ هذه القراءة ونصب «الأولاد» وخفض «الشّركاء» فهي قراءة بعيدة ، وقد رويت عن ابن عامر ، ومجازها على التّفرقة بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول ، وذلك إنّما يجوز عند النّحويّين في الشّعر ، وأكثر ما يكون بالظّرف».
__________________
(١) عجز بيت وصدره :
فزججتها بمزجة
ينظر : الإنصاف ٢ / ٤٢٧ ، الكتاب ١ / ١٧٦ ، شرح المفصل ٣ / ١٩ ، المقرب ١ / ٥٤ ، تخليص الشواهد ٨٢ ، خزانة الأدب ٤ / ٤١٥ ، ٤١٦ ، ٤١٨ ، ٤٢١ ، ٤٢٢ ، ٤٢٣ ، الخصائص ٢ / ٤٠٦ ، مجالس ثعلب ١٥٢ ، المقاصد النحوية ٣ / ٤٦٨ ، شرح الأشموني ٢ / ٣٢٧ ، الدر المصون ٣ / ١٨٧.
(٢) ينظر : الكتاب ١ / ٩١.
(٣) ينظر : ابن يعيش ٢ / ٤٥ ، ابن الشجري ٢ / ٢٥٠ ، الخزانة ٣ / ١٠٨ ، الدر المصون ٣ / ١٨٧ ، والكتاب ١ / ١٧٥ وشهادته على جعله الليلة مسروقة فهو مفعول مضاف ، وهذا من التوسع.
(٤) ينظر : ديوانه ٣٣٧ ، الكتاب ١ / ٢٨٥ ، المقتضب ٤ / ٧٧ ، الخزانة ٤ / ٤٠٧ ، ابن يعيش ١ / ١٢٦ ، معجم البلدان (ساتيدما) الدر المصون ٣ / ١٨٧.
(٥) ينظر : المحتسب ٢ / ٤٠٤.
(٦) ينظر : المشكل ١ / ٢٦١.