الأول : يجوز أن يكون قد وقفوا عندها وهم يعاينوها فهم موقوفون على أن يدخلوا النار.
الثاني : يجوز أن يكون وقفوا عليها وهي تحتهم بمعنى أنهم وقفوا فوق النّار على الصّراط ، وهو جسر فوق جهنّم «على النّار».
[الثالث :](١) معناه : أنهم عرفوا حقيقتها تعريفا من قولك : «وقّفت فلانا على كلام فلان» أي : علّمته معناه وعرّفته ، وفيه الوجه المتقدّم (٢) ، وهو أن يكون «على» بمعنى «في» ، والمعنى أنهم يكونون غائصين في النّار ، وإنّما صحّ على هذا التقدير أن يقول : وقفوا على النّار ، لأن النّار دركات وطبقات بعضها فوق بعض ، فيصح هناك معنى الاستعلاء.
قوله : «يا ليتنا» قد تقدّم الكلام في «يا» المباشرة للحرف والفعل.
وقرأ نافع ، وأبو عمرو (٣) ، وابن كثير ، والكسائي «ولا نكذّب» و «نكون» برفعهما وبنصبهما حمزة (٤) ، وحفص عن عاصم ، وبرفع الأول ونصب (٥) الثاني ابن عامر ، وأبو بكر.
ونقل أبو حيّان عن ابن عامر أنّه نصب الفعلين ، ثم قال بعد كلام طويل : قال ابن عطيّة (٦) ـ رضي الله عنه ـ : وقرأ ابن عامر في رواية هشام بن عمّار عن أصحابه ، عن ابن عامر (٧) : «ولا نكذّب» بالرفع ، و «نكون» بالنصب ، فأمّا قراءة الرفع فيهما ، ففيها ثلاثة أوجه :
أحدها : أن الرفع فيهما على العطف على الفعل قبلهما ، وهو «نردّ» (٨) ، ويكونون قد تمنّوا ثلاثة أشياء : الرّدّ إلى دار الدنيا ، وعدم تكذيبهم بآيات ربهم ، وكونهم من المؤمنين.
والثاني : أن «الواو» واو الحال ، والمضارع خبر مبتدأ مضمر ، والجملة الاسمية في محلّ نصب على الحال من مرفوع «نردّ».
والتقدير : يا ليتنا نردّ غير مكذّبين وكائنين [من المؤمنين فيكون تمني الرد مقيدا
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) ينظر : تفسير الرازي ١٢ / ١٥٨ ، وحكاه وجها رابعا.
(٣) ينظر : الدر المصون ٣ / ٣٧ ، البحر المحيط ٤ / ١٠٥.
(٤) ينظر : حجة القراءات ص (٢٤٥) ، الدر المصون ٣ / ٣٧ ، البحر المحيط ٤ / ١٠٥.
(٥) ينظر : الدر المصون ٣ / ٣٧ ، البحر المحيط ٤ / ١٠٦.
(٦) ينظر : المحرر الوجيز ٢ / ٢٨١.
(٧) ينظر : الحجة لابن خالويه ص (١٣٧ ـ ١٣٨) ، المشكل ١ / ٢٤٩ ، ٢٥٠ ، الزجاج ٢ / ٢٦٢ ، ٢٦٣ ، التبيان ١ / ٤٨٩ ، النشر ٢ / ٢٥٧ ، السبعة ص (٢٥٥) ، الحجة لأبي زرعة ص (٢٤٥) ، الدر المصون ٣ / ٣٧ ، البحر المحيط ٤ / ١٠٦.
(٨) في ب : يرد.