الدّرر فى أعناق الخنازير) أى لا تؤتوا العلم غير أهلها (١) ، وأن يثبت فى الكتب لمن يأتى بعده ما عثر عليه بفكره (٢) ، واستنبطه (٣) بممارسته وتجاربه ، مما لم يسبق اليه ، كما (٤) فعله من قبله ، فمواهب الله لا تقف عند حدّ ، وألّا يسئ الظّن بالعلم وأهله ، ففعله ممّا لا يليق بالعلماء.
الشرط التاسع : ألّا يعتقد فى علم أنّه حصل منه على مقدار لا تمكن الزّيادة عليه ، فذلك جهل يوجب الحرمان ـ نعوذ بالله منه ـ فقد قال سيّد العلماء وخاتم الأنبياء : (لا بورك (٥) لى فى صبيحة لا أزداد فيها علما).
الشرط العاشر : أن يعلم أن لكلّ علم حدّا لا يتعدّاه ، فلا يتجاوز ذلك الحدّ ، كما يقصد إقامة البراهين على علم النحو ، ولا يقصر بنفسه عن حدّه ، فلا يقنع بالجدل فى الهيئة.
الشرط الحادى عشر : ألّا يدخل علما فى علم ، لا فى تعليم ولا فى مناظرة ؛ فإن ذلك مشوّش. وكثيرا ما خلّط الأفاضل بهذا السبب ؛ كجالينوس (٦) وغيره.
الشرط الثانى عشر : أن يراعى حقّ أستاذ التعليم ؛ فإنّه أب (٧). سئل الإسكندر عن تعظيمه معلّمه أكثر من تعظيمه والده ، فقال : هذا أخرجنى
__________________
(١) كذا فى ا ، ب : والمناسب : «أهله»
(٢) ا ، ب : «تفكره» والمناسب ما أثبت
(٣) ب : «استنبط»
(٤) أ : «بما»
(٥) فى تنزيه الشريعة لابن عراق ورد الحديث بلفظ : «اذا أتى على يوم لا أزداد فيه علما فلا بورك لى فى طلوع شمس ذلك اليوم. وذكر أن الحافظ العراقى فى تخريج أحاديث الاحياء اقتصر على تضعيفه أى لم يعده فى الموضوعات
(٦) هو طبيب يونانى اشتهر بالتشريح. وكانت وفاته سنة ٢٠١ م كما فى لاروس.
(٧) ا : «أدب»