.................................................................................................
______________________________________________________
ويمكن إرادة ما يجري فيه الاحتكار ، كما أشار إليه في ذكر العلّة في الرّوايتين ـ وهي احتمال الوقوع في الاحتكار.
قال في التّهذيب : هذان الخبران محمولان على من لا يتمكّن من أداء الأمانة ، ولا يتحرّز في شيء من هذه الصّنائع ، فأمّا من تحفّظ فليس عليه في شيء منها بأس ، وإن كان الأفضل غيرها.
لرواية ابن فضّال قال : سمعت رجلا سأل أبا الحسن الرّضا عليه السلام فقال : إنّي أعالج الدّقيق (١) فأبيعه ، والنّاس يقولون : لا ينبغي؟ فقال له الرّضا عليه السلام ، وما بأسه؟ كلّ شيء ممّا يباع إذا اتّقى الله عزّ وجل فيه العبد ، فلا بأس (٢) به.
ولرواية سدير الصيرفي قال : قلت : لأبي عبد الله عليه السلام (٣) : حديث بلغني عن الحسن البصري ، فإن كان حقّا فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، قال : وما هو؟ قلت : بلغني أنّ الحسن كان يقول : لو غلى دماغه من حرّ الشمس ما استظلّ بحائط صيرفي ، ولو تفرث (٤) كبده عطشا لم يستسق (لم يستق ئل) من دار صيرفيّ ماء ، وهو عملي وتجارتي ، وفيه نبت لحمي ودمي ، ومنه حجي وعمرتي ، فجلس ثم قال : كذب الحسن ، خذ سواء وأعط سواء ، فإذا حضرت الصلاة فدع ما بيدك ، وانهض إلى الصلاة ، أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة؟ (٥).
__________________
(١) في النسخة المطبوعة من التهذيب : الرقيق.
(٢) الوسائل ج ١٢ كتاب التجارة ، الباب (٢٠) من أبواب ما يكتسب به ، الحديث (٥).
(٣) في التهذيب والكافي والوسائل : قلت لأبي جعفر عليه السلام.
(٤) وفي الحديث (لو تفرثت كبده عطشا لم يستسق من دار صيرفي) هو مثل قولهم انفرثت كبده ، اى انتثرت) مجمع البحرين لغة (فرث).
(٥) الوسائل ج ١٢ كتاب التجارة ، الباب (٢٢) من أبواب ما يكتسب به ، الحديث (١).