.................................................................................................
______________________________________________________
وفي الحسن ، عن جهم بن حميد ـ لكنّه مجهول ـ (١) قال : «قال أبو عبد الله عليه السلام لي : أما تغشى سلطان هؤلاء؟ قال : قلت : لا ، قال : ولم؟ قلت : فرارا بديني ، قال : وعزمت على ذلك؟ قلت : نعم ، قال لي : الآن سلم لك دينك» (٢).
وفي خبر آخر : (في حديث) «ألم انهاهم ـ يعني جماعة من المؤمنين ـ من الدّخول في عمل الظّلمة؟ ـ قاله ثلاثا ـ هم النّار ، هم النّار ، هم النّار (٣) أي الظّلمة ـ».
ورواية فضيل بن عياض ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أشياء من المكاسب فنهاني عنها ، وقال : يا فضيل! والله لضرر هؤلاء على هذه الأمّة أشدّ من ضرر التّرك والدّيلم ، قال : وسألته عن الورع من النّاس؟ ، قال : الّذي يتورّع عن محارم الله عزّ وجلّ ويجتنب هؤلاء ، وإذا لم يتّق الشّبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه ، وإذا راى منكرا (المنكر ـ كا) فلم ينكره وهو يقدر عليه فقد أحبّ ان يعصي الله ، عز وجلّ ومن أحبّ ان يعصي الله فقد بارز الله عزّ وجل بالعداوة ، ومن أحبّ بقاء الظّالمين فقد أحبّ أن يعصي الله ، إنّ الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظّالمين ، فقال (٤) «فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» (٥).
وفيها أحكام ودلالة ما على كراهة المعونة مطلقا ، فافهم ، فالأخبار في ذلك لا تحصى كثرة (٦) ، وفي هذا القدر كفاية.
__________________
(١) يعني السند الي جهم بن حميد حسن بإبراهيم بن هاشم ، اما جهم فهو مجهول.
(٢) الوسائل ، أبواب ما يكتسب به ، الباب ٤٢ ، الحديث ٧.
(٣) المصدر نفسه ، الباب ٤٥ ، الحديث ٣. ومتن الخبر هكذا : الم أنهم؟ ا لم أنهم؟ ا لم أنهم؟ ا لم أنهم؟ هم النار إلخ.
(٤) الآية ٤٥ ، سورة الانعام.
(٥) الفروع من الكافي ج ٥ ص ١٠٨ ، والوسائل الباب.
(٦) لاحظ الوسائل ج ١٢ كتاب التجارة ، الباب (٤٢) الى (٤٦) و (٤٨) من أبواب ما يكتسب به.