.................................................................................................
______________________________________________________
بشر (بشير خ) (١) ، وهو مشترك ـ قال : «كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل (فدخل خ) عليه رجل من أصحابنا فقال له : أصلحك الله (جعلت فداك خ) ، إنّه ربّما أصاب الرّجل منّا الضّيق أو الشّدّة فيدعى إلى البناء يبنيه ، أو النّهر يكريه ، أو المسنّاة (٢) يصلحها ، فما تقول في ذلك؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : ما أحبّ أني عقدت لهم عقدة أو وكيت لهم وكاء وإنّ لي ما بين لابتيها ، لا ولا مدّة بقلم ، إنّ أعوان الظّلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتّى يحكم الله بين العباد» (٣).
وأمثالها مثل ما نقل في المنتهى ، قال :
«وفي الصحيح عن يونس بن يعقوب قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : لا تعنهم على بناء مسجد» (٤).
ومثلها ما نقله في الكشّاف في تفسير قوله تعالي «لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ» (٥) في سورة البقرة عن أبي حنيفة أنّه قال : «لو أراد المنصور الدّوانقي وأمثاله من الظّلمة بناء مسجد ، وراودوني على عدّ آجره لما فعلت» (٦).
ويفهم منه اشتراط العدالة في الحاكم ، بل في إمام الجماعة أيضا ، مع أنّ المشهور أنّه لا يشترط عندهم العدالة ـ تدلّ على تحريم معونتهم مطلقا ولو في المباحات ، بل في العبادات ، فيمكن حملها على الكراهة وشدّة المبالغة ، ويمكن حمل الآجر على تقدير العلم بالغصبيّة ، فتأمّل.
__________________
(١) فإن سنده كما في الكافي هكذا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ، عن بشير عن ابن أبي يعفور.
(٢) المسنّاة : سدّ يبنى لحجز ماء السيل أو النّهر ، به مفاتح للماء تفتح على قدر الحاجة.
(٣) الوسائل ، التّجارة ، أبواب ما يكتسب به ، الباب ٤٢ ، الحديث ٦.
(٤) نفس المصدر والموضع ، الحديث ٨.
(٥) البقرة ، الآية ١٢٤.
(٦) الكشاف ج ١ ص (١٨٤) ط بيروت ، وفيه (ارادوني) بدل (راودوني).