فأما (١) إذا لم يصح المعنى بسقوطه كانت كلها أصولا من غير خلاف (٢) نحو : «سمسم ،وخمخم» (٣). وو او «كبكبوا» قيل : للأصنام ، إجراء لها مجرى العقلاء. وقيل (٤) : (لعابديها) (٥)(٦).
فصل
قال ابن عباس : جمعوا (٧). وقال مجاهد : دهوروا (٨). وقال مقاتل : قذفوا (٩) وقال الزجاج : طرح بعضهم على (بعض) (١٠)(١١). وقال القتيبي : ألقوا على رؤسهم (هُمْ وَالْغاوُونَ) يعني : الشياطين ، قاله قتادة ومقاتل. وقال الكلبي : كفرة الجن. (وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ) أتباعه من الجن والإنس. وقيل : ذريته (١٢).
قوله : (وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ) جملة حالية (١٣) معترضة بين القول ومعمولاه ومعمول الجملة القسمية (١٤).
قوله : (إِنْ كُنَّا لَفِي). مذهب البصريين : أن «إن» مخففة ، واللام فارقة. ومذهب الكوفيين : أن «إن» (١٥) نافية ، واللام بمعنى «إلا» (١٦).
فصل
المعنى : قال الغاوون للشياطين والمعبودين (وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ) مع المعبودين ، ويجادل بعضهم بعضا : (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) يذكرون ذلك حين يروا صورها على وجه الاعتراف (بالخطأ العظيم وعلى) (١٧) وجه الندامة لا على وجه المخاطبة ، لأنها جماد لا تخاطب ، وأيضا فلا ذنب لها بأن عبدها غيرها. ومما يدل على أن ذلك ليس
__________________
(١) انظر شرح الشافية ١ / ٦١ ـ ٦٢ ، البحر المحيط ٧ / ٣ ـ ٤.
(٢) أما : سقط من ب.
(٣) الخمخم : بالكسر ، نبات تعلف حبه الإبل. اللسان (خمم).
(٤) في الأصل : وهي.
(٥) انظر البحر المحيط ٧ / ٢٧.
(٦) ما بين القوسين في ب : العائد بها. وهو تحريف.
(٧) انظر البغوي ٦ / ٢٢٤.
(٨) انظر البغوي ٦ / ٢٢٥. دهور الشيء فتدهور : قذفه ودفعه فسقط في مهواة ، يقال : دهور الكلام ، أي : قحم بعضه في أثر بعض ، ويقال: دهور اللقم أي أدارها والتهمها. اللسان (دهر).
(٩) المرجع السابق.
(١٠) معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٩٤.
(١١) ما بين القوسين في ب : بعضهم. وهو تحريف.
(١٢) انظر البغوي ٦ / ٢٢٥.
(١٣) حالية : سقط من الأصل.
(١٤) انظر البحر المحيط ٧ / ٢٧.
(١٥) في ب : نا. وهو تحريف.
(١٦) انظر الإنصاف المسألة (٩٠) ٢ / ٦٤٠ ـ ٦٤٣ ، البحر المحيط ٧ / ٢٧ ، ائتلاف النصرة (١٥٥ ـ ١٥٦).
(١٧) ما بين القوسين في النسختين : والخطأ العظيم على. والتصويب من الفخر الرازي.