قائمة الکتاب
سورة النمل
سورة القصص
سورة العنكبوت
فصل في بيان حسن التكليف
٣١٥سورة الروم
سورة لقمان
سورة السجدة
سورة الأحزاب
البحث
البحث في اللّباب في علوم الكتاب
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٥ ]
![اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٥ ] اللّباب في علوم الكتاب](https://stage-book.rafed.net/_next/image?url=https%3A%2F%2Flib.rafed.net%2FBooks%2F3114_allubab-fi-ulum-alkitab-15%2Fimages%2Fcover.jpg&w=640&q=75)
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٥ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :615
تحمیل
وقد تقدم حكم «ما» إذا اتصلت ببئس مشبعا في البقرة (١).
فصل
لما بين حسن التكليف بقوله : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا) بين أن من كلف بشيء ولم يأت به يعذب ، وإن لم يعذب في الحال فسيعذب في الاستقبال ، ولا يفوت الله شيء في الحال ولا في المآل.
فقوله : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) يعني الشرك «أن يسبقونا» أي يعجزونا ويفوتونا ، فلا نقدر على الانتقام منهم (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) بئس ما حكموا حين ظنوا ذلك.
قوله : (مَنْ كانَ يَرْجُوا) يجوز أن تكون من شرطية ، وأن تكون موصولة ودخلت الفاء لشبهها بالشرطية.
فإن قيل : المعلق بالشرط عدم عند عدم الشرط ، فمن لا يرجو لقاء الله لا يكون أجل الله آتيا له ، وهذا باطل ، لأن أجل الله آت لا محالة من غير تقييد بشرط؟
فالجواب : أن قوله : (فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ) ليس بجواب ، بل الجواب محذوف ، أي فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا كما قد صرح به.
وقال ابن الخطيب : المراد من ذكر إتيان الأجل وعد المطيع بما يعده من الثواب أي من كان يرجو لقاء الله فإن أجره لآت بثواب الله ، أي يثاب على طاعته ، ومن لا يرجو لقاء الله آتيا له على وجه الثواب.
فصل
قال ابن عباس ومقاتل : من كان يخشى البعث والحساب (٢). والرجاء بمعنى الخوف. وقال سعيد بن جبير (٣) : من كان يطمع في ثواب الله فإن أجل الله يعني ما وعد الله من الثواب والعقاب.
__________________
(١) يشير إلى الآية ٩٠ من البقرة وهي قوله : «بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ» وقد بين هناك أن «ما» إما أن تكون في موضع رفع فاعل بئس ، وعليه فيجوز أن تكون اسما تامّا معرفة ويكون الفعل وصفا لموصوف محذوف هو المخصوص أو تكون موصولة ، والفعل بعدها صلة لها ، والمخصوص محذوف ، أو يكتفى بها عن المخصوص وأن تكون مصدرية أو نكرة موصوفة والمخصوص محذوف.
والوجه الثاني : أن تكون «ما» كافة كما في طال ، وكثر وغير ذلك. والوجه الثالث : أن تكون تمييزا فموضعها نصب وعليه فهي إما أن تكون نكرة موصوفة بالفعل بعدها أو نكرة ثابتة ، وانظر : اللباب بتصرف ٣٠١ ب.
(٢) في «ب» والعقاب.
(٣) مولى بني والبة بن الحارث من بني أسد ، كان فقيها ورعا ، قرأ القرآن على ابن عباس ، وقرأ عليه أبو عمرو ، والمنهال بن عمرو ، مات سنة ١٧٥ ه مقتولا ، وانظر : طبقات المفسرين للداودي دار الكتب العلمية ط ١ / ١٤٠٣ ه / ١٩٨٣ م.