الذى استوطن زبيد ، وأحرز مكانة عند السلطان ؛ إذ ناصره عند حصار الإمام الزيدىّ للمدينة ، فمال المجد إلى هذه العقيدة. ويذكر ابن حجر فى إنباء الغمر أنه كان يدخل فى شرح صحيح البخارى من كلام ابن عربى فى الفتوحات المكية ما كان سببا لشين الكتاب ، ويقول : «ولم أكن أتّهم الشيخ المذكور بمقالته (أى بمقالة ابن عربى) ، إلا أنه كان يحبّ المداراة. ولما اجتمعت بالشيخ مجد الدين أظهر لى إنكار مقالة ابن العربى وغضّ منها» وكان اجتماع ابن حجر به فى زبيد عام ٨٠٠.
ولكنا نرى أنه يمجّد ابن عربى ، ويثنى على كتبه بما ينبئ عن صدق اعتقاده فيه ، وأنه أدنى إلى أن يدارى ابن حجر الذى كان شديد الإنكار على ابن عربى.
فقد ألّف كتابا (١) بسبب سؤال رفع إليه فى شأن ابن عربى ، وفى هذا الكتاب : «الذى أعتقده فى حال المسئول عنه ، وأدين الله تعالى به أنه كان شيخ الطريقة حالا وعلما ، وإمام الحقيقة حقيقة ورسما ، ومحيى رسوم المعارف فعلا واسما.
إذا تغلغل فكر المرء فى طرف |
|
من بحره غرقت فيه خواطره |
ثم يقول بعد الثناء الكثير :
وما علىّ إذا ما قلت معتقدى |
|
دع الجهول يظنّ العدل عدوانا |
والله والله والله العظيم ومن |
|
أقامه حجّة للدين برهانا |
إن الذى قلت بعض من مناقبه |
|
ما زدت إلا لعلى زدت نقصانا |
__________________
(١) انظر نفح الطيب بتحقيق الأستاذ الشيخ محمد محيى الدين ٢ / ٣٧٤.