الأخرى (مِنْ مَعْرُوفٍ) (١) ؛ لأن تقدير الأوّل فيما (فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَ) (بأمر الله (٢) وهو المعروف والثانى (فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ) من فعل من أفعالهنّ معروف ، أى جاز (٣) فعله شرعا.
وقوله (وَلَوْ شاءَ (٤) اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) ثمّ قال (وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا) فكرّر تأكيدا. وقيل ليس بتكرار ؛ لأن الأوّل للجماعة ، والثانى للمؤمنين. وقيل : كرّره تكذيبا لمن زعم أنّ ذلك لم يكن بمشيئة الله.
قوله (وَيُكَفِّرُ (٥) عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ) بزيادة (من) موافقة لما بعدها ؛ لأن بعدها ثلاث آيات فيها (من) على التوالى ؛ وهو قوله : (وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ) ثلاث مرات.
قوله (فَيَغْفِرُ (٦) لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) (يغفر) مقدّم هنا ، وفى غيرها إلا فى المائدة ؛ فإنّ فيها (يُعَذِّبُ (٧) مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) لأنها نزلت فى حقّ السارق والسارقة ، وعذابهما يقع فى الدنيا فقدّم لفظ العذاب ، وفى غيرها قدّم (٨) لفظ المغفرة رحمة منه سبحانه ، وترغيبا للعباد فى المسارعة إلى موجبات المغفرة ، جعلنا منهم آمين (٩).
__________________
(١) الآية ٢٤٠
(٢) سقط ما بين القوسين فى ب
(٣) كذا والأسوغ : «جائز»
(٤) الآية ٢٥٣
(٥) الآية ٢٧١
(٦) الآية ٢٨٤
(٧) الآية ٤٠
(٨) سقط فى أ
(٩) أ : «آمنين»