رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) والرأفة أشد من الرحمة. قيل : ومن رأفته تحذيره.
قوله (قالَ (١) رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ) قدم فى هذه السورة ذكر الكبر وأخر ذكر المرأة ، وقال فى سورة مريم (وَكانَتِ (٢) امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) فقدم ذكر المرأة لأن فى مريم قد تقدم ذكر الكبر فى قوله (وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) ، وتأخر ذكر المرأة فى قوله (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) ثم أعاد ذكرهما ، فأخر ذكر الكبر ليوافق (عِتِيًّا) ما بعده من الآيات وهى (سَوِيًّا) و (عَشِيًّا) و (صَبِيًّا).
قوله (قالَتْ (٣) رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) وفى مريم (قالَتْ (٤) أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ) لأن فى هذه السورة تقدم ذكر المسيح وهو ولدها ، وفى مريم تقدم ذكر الغلام حيث قال (لِأَهَبَ (٥) لَكِ غُلاماً زَكِيًّا).
قوله (فَأَنْفُخُ (٦) فِيهِ) وفى المائدة (فِيها)(٧) قيل : الضمير فى هذه يعود إلى الطير ، وقيل إلى الطين ، وقيل إلى المهيّأ ، وقيل إلى الكاف فإنه فى (٨) معنى مثل. وفى المائدة يعود إلى الهيئة. وهذا جواب التذكير والتأنيث ، لا جواب التخصيص ، وإنما الكلام وقع فى التخصيص وهل يجوز أن يكون كل واحد منهما مكان الآخر أم (٩) لا. فالجواب أن يقال : فى هذه السّورة إخبار قبل الفعل ، فوحّده ؛ وفى المائدة خطاب من الله له
__________________
(١) الآية ٤٠
(٢) الآية ٨
(٣) الآية ٤٧
(٤) الآية ٢٠
(٥) الآية ١٩
(٦) الآية ٤٩
(٧) الآية ١١٠
(٨) سقط فى ب
(٩) كذا. والمناسب : أو