الثّانى بالأوّل تعليق الجزاء بالشرط ، اقتضى الكلام الثانى من التوكيد ما اقتضاه الأوّل ، فأكّد معنى النّهى بتكرار (لا) فى المعطوف.
قوله : (إِنَّما يُرِيدُ (١) اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ) ، وقال : فى الأخرى : (أَنْ (٢) يُعَذِّبَهُمْ) لأنّ (أن) فى هذه الآية مقدّرة ، وهى النّاصبة للفعل ، وصار اللام هاهنا زيادة كزيادة الباء (٣) ، و (لا) فى الآية. وجواب آخر : وهو أنّ المفعول فى هذه الآية محذوف ، أى يريد الله أن يزيد فى نعمائهم بالأموال والأولاد ؛ ليعذّبهم بها فى الحياة الدّنيا. والآية الأخرى إخبار عن قوم ماتوا (٤) على الكفر فتعلّق الإرادة بما هم فيه ، وهو العذاب.
قوله : (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (٥) وفى الآية (٦) الأخرى (فِي الدُّنْيا) لأنّ (الدنيا) صفة للحياة فى الآيتين فأثبت الموصوف (والصفة (٧) فى الأولى ، وحذف الموصوف) فى الثانية اكتفاء بذكره فى الأولى ، وليست الآيتان مكرّرتين ؛ لأنّ الأولى فى قوم ، والثانية فى آخرين ، وقيل : الأولى فى المنافقين والثانية فى اليهود.
قوله : (يُرِيدُونَ (٨) أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) وفى الصف (لِيُطْفِؤُا (٩) نُورَ اللهِ) هذه الآية تشبه قوله : (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ) و (ليعذّبهم) حذف اللام من الآية الأولى ، لأنّ مرادهم إطفاء نور الله بأفواههم ، وهو
__________________
(١) الآية ٥٥.
(٢) الآية ٨٥.
(٣) أى فى «برسوله».
(٤) أ ، ب : «عن» وما أثبت عن الكرمانى.
(٥) الآية ٥٥.
(٦) الآية ٨٥.
(٧) سقط ما بين القوسين فى أ.
(٨) الآية ٣٣.
(٩) الآية ٨.