شَكٍ (١) مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)] ؛ لأنّ فى هذه السّورة جاء على الأصل و (تَدْعُونا) خطاب مفرد ، وفى إبراهيم لمّا وقع بعده (تَدْعُونَنا) بنونين ، لأنه خطاب جمع ، حذف النّون استثقالا للجمع بين النّونات ، ولأنّ فى سورة إبراهيم اقترن بضمير قد غيّر ما قبله بحذف الحركة ، وهو الضّمير المرفوع فى قوله : (كَفَرْنا) ، فغيّر ما قبله فى (إِنَّا) بحذف النّون ، وفى هود اقترن بضمير لم يغيّر ما قبله ، وهو الضمير المنصوب ، والضّمير المجرور فى قوله : (فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) فصحّ كما صحّ.
قوله : (وَأَخَذَ (٢) الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) ثمّ قال (وَأَخَذَتِ (٣) الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) التذكير والتأنيث حسنان ، لكنّ التذكير أخفّ فى الأولى. وفى الأخرى وافق ما بعدها وهو (كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ) قال : الإمام (٤) : لمّا جاءت فى قصّة شعيب مرّة الرّجفة (٥) ، ومرّة الظّلّة (٦) ، ومرّة الصّيحة ، ازداد التّأنيث حسنا.
قوله : (فِي دِيارِهِمْ) فى موضعين فى هذه السّورة فحسب ، لأنّه اتصل بالصّيحة ، وكانت من السماء ، فازدادت على الرّجفة ؛ لأنّها الزلزلة ، وهى تختصّ بجزء من الأرض فجمعت مع الصّيحة ، وأفردت مع الرّجفة.
__________________
(١) الآية ٩.
(٢) الآية ٦٧.
(٣) الآية ٩٤.
(٤) انظر درة التنزيل ١٨٦.
(٥) الآية ٩١ سورة الأعراف.
(٦) الآية ١٨٩ سورة الشعراء.