قوله : (فَلَمَّا أَتاها) هنا ، وفى النّمل : (فَلَمَّا جاءَها) ، وفى القصص (أَتاها) لأنّ أتى وجاء بمعنى واحد ، لكن لكثرة دور الإتيان هنا نحو (فَأْتِياهُ) ، (فَلَنَأْتِيَنَّكَ) (ثُمَّ أَتى) (ثُمَّ ائْتُوا) (حَيْثُ أَتى) [جاء (أتاها)](١) ، ولفظ (جاء) فى النّمل أكثر ؛ نحو (فَلَمَّا جاءَها) (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ) (فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ) وألحق القصص بطه ، لقرب (٢) ما بينهما.
قوله : (فَرَجَعْناكَ (٣) إِلى أُمِّكَ) وفى القصص (فَرَدَدْناهُ) (٤) لأنّ الرّجع إلى الشىء والرّدّ إليه بمعنى ، والرّدّ عن الشىء يقتضى كراهة المردود ، وكان لفظ الرّجع ألطف ، فخصّ طه به ، وخصّ القصص بقوله : (فَرَدَدْناهُ) ؛ تصديقا لقوله : (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ).
قوله : (وَسَلَكَ (٥) لَكُمْ فِيها سُبُلاً) ، وفى الزّخرف : (وَجَعَلَ) (٦) لأنّ لفظ السّلوك مع السّبيل أكثر استعمالا ، فخصّ به طه ، وخصّ الزخرف بجعل ازدواجا للكلام ، وموافقة لما قبلها وما بعدها.
قوله : (إِلى فِرْعَوْنَ) (٧) وفى الشعراء : (أَنِ ائْتِ (٨) الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا) ، وفى القصص : (فَذانِكَ (٩) بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ) ؛ لأنّ طه هى السّابقة ، وفرعون هو الأصل ، والمبعوث إليه ، وقومه تبع له ، وهم كالمذكورين معه ، وفى الشّعراء (قَوْمَ (١٠)) أى قوم فرعون وفرعون ،
__________________
(١) زيادة يقتضيها السياق.
(٢) لقوله هنا (يا مُوسى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) وفى القصص : (يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ) عن شيخ الاسلام على هامش تفسير الخطيب ٢ / ٣٨٢.
(٣) الآية ٤٠.
(٤) الآية ١٣.
(٥) الآية ٥٣.
(٦) الآية ١٠.
(٧) الآية ٢٤ ، ٤٣.
(٨) الآية ١١.
(٩) الآية ٣٢.
(١٠) الآية ١١.