قوله (إِلى فِرْعَوْنَ (١) وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) ، وفى القصص : (إِلى (٢) فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ) ؛ لأنّ الملأ أشراف القوم ، وكانوا فى هذه السّورة موصوفين بما وصفهم الله به من قوله (فَلَمَّا (٣) جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ وَجَحَدُوا بِها) الآية فلم يسمّهم ملأ ، بل سمّاهم قوما. وفى القصص لم يكونوا موصوفين بتلك الصّفات ، فسمّاهم ملأ وعقبه (وَقالَ (٤) فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي). وما يتعلّق بقصّة موسى سوى هذه الكلمات قد سبق.
قوله : (وَأَنْجَيْنَا (٥) الَّذِينَ آمَنُوا) وفى حم (وَنَجَّيْنَا (٦) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) (٧) ونجينا وأنجينا بمعنى واحد. وخصّت هذه السّورة بأنجينا ؛ موافقة لما بعده وهو : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ) وبعده : (وَأَمْطَرْنا) ، (وَأَنْزَلَ) كلّه على لفظ أفعل. وخصّ حم بنجيّنا ؛ موافقة لما قبله : (وَزَيَّنَّا)(٨) وبعده (وَقَيَّضْنا لَهُمْ) وكلّه على لفظ فعّل.
قوله : (وَأَنْزَلَ (٩) لَكُمْ) سبق.
قوله : (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) فى خمس (١٠) آيات ، وختم الأولى بقوله : (بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) ثم قال : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ثم قال (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) ثم قال (تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) ثم (هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
__________________
(١) الآية ١٢
(٢) الآية ٣٢.
(٣) الآيتان ١٣ ، ١٤.
(٤) الآية ٣٨.
(٥) الآية ٥٣.
(٦) الآية ١٨ سورة فصلت.
(٧) سقط الواو فى الكرمانى ، وهو أولى ليكون ما بعده استئنافا لبيان الحال.
(٨) زيادة من الكرمانى.
(٩) الآية ٦٠.
(١٠) الآيات ٦٠ ـ ٦٤.