لِتَعْلَمُوا) فجعل العلم غاية الجميع. وبيّن تعالى بقوله (ذلِكَ لِمَنْ (١) خَشِيَ رَبَّهُ) ، وقوله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى (٢) اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) أنّه ليس للجنان ، ومنازل الرّضوان ، أهل إلا العالمون (٣) ، وأمر أعلم الخلق وأكملهم ، وأعرف الأنبياء وأفضلهم ، بطلب الزيادة من العلم فى قوله (وَقُلْ (٤) رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) وعن النبىّ صلىاللهعليهوسلم (طلب العلم (٥) فريضة على كلّ مسلم ومسلمة). والأحاديث والآثار فى فضل العلم وأهله كثير (٦) جدّا. وقد أفردنا (٧) فى مصنّف ، وأوردنا أيضا فى شرح صحيح البخارى ما فيه كفاية إن شاء الله تعالى.
وفى الجملة فالعلم كلّ أحد يؤثره ويحبّه ، والجهل كلّ أحد يكرهه وينفر (٨) منه. وكأن الإنسان (إنسان (٩)) بالقوّة ما لم يعلم ويجهل (١٠) جهلا مركّبا ، فإذا حصل له العلم صار إنسانا بالفعل عارفا بربّه ، أهلا لجواره وقربه. وإذا جهل جهلا مركّبا صار حيوانا ، بل الحيوان خير منه. قال تعالى : (أَمْ (١١) تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) خزّان المال ماتوا وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقى
__________________
(١) من الآية ٨ سورة البينة
(٢) من الآية ٢٨ سورة فاطر
(٣) سقط الواو فى ب
(٤) من الآية ١١٤ سورة طه
(٥) هذا الحديث رواه ابن ماجه. وفيه اختلاف كثير فى صحته ، وانظر تنزيه الشريعة لابن عراق ١ / ٢٥٨
(٦) كذا. أى أمر كثير. وقال يونس يقال نساء كثير. انظر المصباح.
(٧) كذا. وكان الأصل : «أفردناها»
(٨) فى ا : «ينفرد» خطأ من الناسخ
(٩) سقط فى ا.
(١٠) كان فى ا «لا يجهل» فضرب على (لا) وفى ب : «لا يجهل»
(١١) الآية ٤٤ سورة الفرقان