والملح ، وقصدته أربابها من الأقطار ، وهو لا يكلّ من الإحسان إليهم فى شيء يريده ، وشيء لا يريده ، حتى كلّمه بعض خواصّه ، فقال ـ رحمهالله ـ : أفعل هذا لئلا تموت الفنون فى دولتى وأيّامى».
وفى سنة ٧٩٢ كان المجد بمكة ، فاستدعاه ملك بغداد أحمد بن أويس إليها بكتاب «كتبه (١) إليه ، وفيه ثناء عظيم عليه ، من جملته :
القائل القول لو فاه الزمان به |
|
كانت لياليه أياما بلا ظلم |
والفاعل الفعلة الغرّاء لو مزجت |
|
بالنار لم يك ما بالنار من حمم |
وفيه بعد ذكر هديّة من مستدعيه :
ولو نطيق لنهدى الفرقدين لكم |
|
والشمس والبدر والعيّوق والفلكا |
وصدور هذا من سلطان لعالم منقبة كبيرة له ، وقد ذهب إلى بغداد مع الركب العراقىّ بعد الحجّ ، ونال برّه وخيره.
وقد رحل إلى الهند. ووصل إلى دهلى (٢). وفى العقد (٣) الثمين أن دخوله لليمن من بلاد الهند ، وقد دخل اليمن سنة ٧٩٦ ، فيكون رحلته إلى الهند ، متّصلة بهذا التاريخ ، وكان هذا فى عهد السلطان سكندر شاه (٤) الأول الذى ولى السلطان فى سنة ٧٩٥ ، فإن كان فى الهند قبل هذا التاريخ فإنه يكون اتصل أيضا بالسلطان محمد شاه سلف هذا السلطان ، وهما من بنى تغلق شاه.
__________________
(١) العقد الثمين ٣٩٨.
(٢) فى الضوء اللامع وغيره : «دهلك» ودهلك : جزيرة بين بر اليمن وأرض الحبشة ، ولا تتصل بالهند. فأما دهلى ـ ويقال فيها : دهلى ـ فكانت قصبة سلطنة فى الهند.
(٣) ص ٣٩٨.
(٤) انظر معجم الانساب والأسرات المالكة لزامباور ٤٢٣.