وقيل : هو (١) مأخوذ من مقلوبه. تقول العرب : سفرت المرأة إذا كشفت قناعها عن وجهها ، وسفرت البيت إذ كنسته (٢) ويقال للسّفر سفر لأنه يسفر ويكشف عن أخلاق الرجال. ويقال للسّفرة سفرة لأنها تسفر فيظهر ما فيها ؛ قال تعالى : (وَالصُّبْحِ (٣) إِذا أَسْفَرَ) أى أضاء. فعلى هذا يكون أصل التفسير التسفير على قياس صعق وصقع ، وجذب وجبذ ، وما أطيبه وأيطبه ، ونظائره ؛ ونقلوه من الثلاثىّ الى باب التفعيل للمبالغة. وكأنّ المفسّر (٤) يتتبع (٥) سورة سورة ، وآية آية ، وكلمة كلمة ، لاستخراج المعنى. وحقيقته كشف المتغلق من المراد بلفظه (٦) ، وإطلاق المحتبس عن الفهم به.
وأمّا التأويل فصرف معنى الآية بوجه (٧) تحتمله الآية ، ويكون موافقا لما قبله ، ملائما لما بعده. واشتقاقه من الأوّل وهو الرّجوع. فيكون التأويل بيان الشيء الّذى يرجع إليه معنى الآية ومقصودها.
وقيل التأويل إبداء عاقبة الشىء. واشتقاقه من المآل بمعنى المرجع والعاقبة. فتأويل الآية ما تئول إليه من معنى وعاقبة. وقيل : اشتقاقه من لفظ الأوّل. وهو صرف الكلام إلى أوّله. وهذان القولان متقاربان. ولهذا قيل : أوّل غرض الحكيم آخر فعله.
__________________
(١) ب : «ما هو»
(٢) أ : لبسه ب : لبنته» وكلاهما تصحيف
(٣) الآية ٣٤ سورة المدثر
(٤) ب : «التفسير»
(٥) أ : «سبع» تصحيف وب : «تسفر» وصوابه : «يسفر»
(٦) ب : «بلفظ»
(٧) كذا فى أب : والاولى «لوجه»