.................................................................................................
______________________________________________________
ورواية قتيبة الأعشى ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : انى أقرأ القرآن ، فتهدى إليّ الهدية فأقبلها؟ قال : لا ، قال : قلت : إنّي لم أشارطه؟ قال : أرأيت لو لم تقرأه كان يهدى لك؟ قال : قلت : لا قال : فلا تقبله (١).
وروى زيد بن على عن آبائه عن عليّ عليه السلام ، أنّه أتاه رجل ، فقال له : يا أمير المؤمنين والله إنّي أحبّك لله ، فقال له : لكني أبغضك لله ، قال : ولم؟ قال : لأنّك تبغي في (على ـ خ يب) الأذان ، وتأخذ على تعليم القرآن أجرا ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله) يقول : من أخذ على تعليم القرآن اجرا ، كان حظّه يوم القيامة (٢).
ورواية إسحاق بن عمّار عن العبد الصّالح عليه السلام قال : قلت له : إن لنا جارا يكتب (٣) ، وقد سألني أن أسألك عن عمله ، قال : مره إذا دفع إليه الغلام أن يقول لأهله : إني إنّما أعلّمه الكتاب والحساب ، واتّجر عليه بتعليم القرآن ، حتى يطيب له كسبه (٤).
لعل معنى قوله «إنما أعلّمه.» أنّه أعلّمه في علم الكتابة ـ قراءة أو كتابة ـ والحساب بالأجرة ، ويريد بتعليم القرآن الثواب والتجارة مع الله.
ولا يخفى ما في هذه الرّوايات من المبالغة حتّى يعلم أنّ قصده ما ينفع ، بل لا بدّ من إعلام أهل الصّبي ، ليعلموا أن لا اجرة لتعليم القرآن ، وان ما يعطونه
__________________
(١) الوسائل ج ١٢ كتاب التجارة ، الباب (٢٩) من أبواب ما يكتسب به ، الحديث (٤).
(٢) الوسائل ج ١٢ كتاب التجارة ، الباب (٣٠) من أبواب ما يكتسب به ، الحديث (١).
(٣) المكتب بفتح الميم والتاء موضع تعليم الكتابة والجمع المكاتيب ، وكتّبته بالتشديد علمته الكتابة ، ومنه : ان لنا جارا يكتب ، اى يعلم الكتابة (مجمع البحرين لغة كتب) وفي الصحاح والمكتب (بضم الميم وسكون الكاف من باب الافعال) الذي يعلم الكتابة ، قال الحسن : كان الحجاج مكتبا بالطائف ، يعنى معلما.
(٤) الوسائل ج ١٢ كتاب التجارة ، الباب (٢٩) من أبواب ما يكتسب به ، الحديث (٣).