.................................................................................................
______________________________________________________
وليس وراء ظهري شيء ، فقال لي : يا زياد! لئن أسقط من حالق فأتقطّع قطعة قطعة أحبّ إليّ من أن أتولّى لأحد منهم عملا ، أو أطأ بساط رجل منهم ، إلّا لما ذا؟ قلت : لا أدري جعلت فداك ، قال : إلّا لتفريج كربة عن مؤمن أو فك أسره أو قضاء دينه ، يا زياد! إن أهون ما يصنع الله جلّ وعزّ بمن تولّى لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله عزّ وجل من حساب الخلائق (الخلق خ ل) يا زياد! فإن تولّيت (ولّيت كا) شيئا من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك فواحدة بواحدة ، والله من وراء ذلك ، يا زياد! أيّما رجل منكم تولّى لأحد منهم عملا ثمّ ساوى بينكم وبينهم فقولوا له : أنت منتحل كذّاب ، يا زياد إذا اذكرت مقدرتك على النّاس فاذكر مقدرة الله عليكم غدا ، ونفاد ما أتيت إليهم عنهم ، وبقاء ما أتيت إليهم عليك» (١).
تأمّل فيها فإنّها صريحة فيما ذكرت.
وقد عرفت من هذه الأخبار اهتما مهم عليهم السلام بقضاء حوائج المؤمنين والأخبار في ذلك لا تحصى وليس هنا محل ذكرها.
ويفهم من اهتمام الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله واهتمامهم عليهم السلام بأمر شيعتهم ومحبّيهم في أمر دنياهم الدّنيّة الفانية ـ الّتي لو لم يهتمّوا بها لم تضرّ كثيرا لفنائها وسرعة زوال ما فيها من النعم والنّقم ـ هذا المقدار من الاهتمام.
والّذي فهمته منها ـ من الثّواب للفاعل لهم إحسانا ، والعقاب لتاركه وتجويز ارتكاب أمر شنيع مثل الوقوع من شاهق ، بل جعلهم ذلك أفضل الأعمال وأثوبها ـ اهتمامهم بأمر آخرتهم الّتي لا مفرّ منها إلّا إلى الله وإلى رسوله وإليهم ، والّذي لا تفنى عقوبته ولا يوصف ضرره وهو له ، وقد يحصل العلم بذلك ، والعلم بأنّه
__________________
(١) نفس المصدر ، الباب ٤٦ ، الحديث ٩.