.................................................................................................
______________________________________________________
يعني : أقلّ المؤمنين حظّا لصحبة الجبّار» (١).
ورواية الحسن بن الحسين الأنباري عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام قال : كتبت إليه أربع عشر سنة استأذنه في عمل السلطان ، فلمّا كان في آخر كتاب كتبته اليه أذكر أنّي أخاف على خبط (٢) عنقي وأنّ السّلطان يقول لي : إنّك رافضي ، ولسنا نشكّ في أنّك تركت العمل للسّلطان للرّفض (للترفض كا) ، فكتب إليّ أبو الحسن عليه السلام : قد فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك ، فإن كنت تعلم أنّك إذا ولّيت عملت في عملك بما أمر به رسول الله صلّى الله عليه وآله ثم تصيّر أعوانك وكتابك ، أهل ملّتك ، فإذا صار إليك شيء واسيت به فقراء المؤمنين حتي تكون واحدا منهم كان ذا بذا ، وإلّا فلا» (٣).
انظر أيّها الأخ ما في هذا الخبر من المبالغة بعدم التّجويز مع خوف القتل والتّصريح بأنّه فهمت ما في كتابك من الخوف حتّى لا يحمل على غيره بعد طلب اربع عشر سنة إلّا مع الخروج عن عهدة ما وجب عليه ، وجعل الأعوان من إخوانه المؤمنين ، وشرطيّة إن وصل إليه نفع يكون هو وسائر الفقراء من المؤمنين مساويا فيه ، وعدم تجويز الدخول بدونه مصرّحا ـ بعد أن شرط ـ بقوله : وإلا فلا.
ولعلّه عليه السلام كان يعرف عدم حصول القتل وخوفه الموجب لذلك.
وتأمّل في رواية زياد بن أبي سلمة أيضا حتي تعلم حقيقة الأمر ، قال : «دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام فقال لي : يا زياد إنّك لتعمل عمل السلطان؟ قال : قلت : أجل ، قال لي : ولم؟ قلت : أنا رجل لي مروّة وعليّ عيال
__________________
(١) الوسائل ، كتاب التجارة ، أبواب ما يكتسب به ، الباب ٤٤ ، الحديث ٤. وفيه كما في الكافي أيضا : مهران بن محمد بن أبي نصر (بصير خ ئل) وفي التهذيب : مهران بن محمد عن أبي بصير (نصير خ ل).
(٢) اي ضرب عنقي يقال : خبطت الشجر خبطا ، إذا ضربه بالعصا ليسقط ورقه (النهاية).
(٣) الوسائل ، كتاب التجارة ، أبواب ما يكتسب به ، الباب ٤٨ ، الحديث ١.