شيخ اللغة بزبيد فى اليمن ـ وهو إذ ذاك قاضى القضاة ببلاد اليمن ـ رأيته ينكر على الذهبىّ إنكار وجود رتن. وذكر لى أنه دخل ضيعته لمّا دخل بلاد الهند ، ووجد فيها من لا يحصى كثرة ينقلون عن آبائهم وأسلافهم قصّة رتن ويثبتون وجوده».
على أنه فى الرواية البحت كان علما مشهودا له. ويقول الخزرجىّ فيه حين كان يلقى درس البخارىّ فى زبيد : «وكان (١) من الحفّاظ المشهورين ، والعلماء المذكورين. وهو أحقّ الناس بقول أبى الطيّب المتنبى حيث يقول :
أديب رست للعلم فى أرض صدره |
|
جبال جبال الأرض فى جنبها قفّ (٢) |
وأعود إلى الحديث عن تبريزه فى اللغة. فيذكر صاحب الشقائق (٣) النعمانيّة أن المجد آخر من مات من الرؤساء الذين انفرد كل منهم بفنّ فاق فيه أقرانه على رأس القرن الثامن الهجرى. وهم سوى الفيروزآبادي :
١ ـ الشيخ سراج الدين البلقينى ، فى الفقه على مذهب الشافعى. وهو عمر بن رسلان مجتهد عصره. له تصانيف فى الفقه والحديث والتفسير ، منها حواشى الروضة ، وشرح البخارىّ ، وشرح الترمذى.
وولى تدريس التفسير بالجامع الطولونى. وكانت وفاته سنة ٨٠٥ (٤).
__________________
(١) انظر العقود اللؤلؤية فى تاريخ الدولة الرسولية ٢ / ٢٧٨
(٢) من قصيدة يمدح فيها أبا الفرج أحمد بن حسين القاضى. والقف : الغليظ من الأرض لا يبلغ أن يكون جبلا.
(٣) ١ / ٣٤ على هامش وفيات الأعيان لابن خلكان.
(٤) انظر حسن المحاضرة فى اواخر الجزء الأول.