الظلم والنظر والظلّ وظلّ وجهه والظفر والعظم والوعظ ، فلم يجمع بينهما فى جملتين معقودتين عقد كلام واحد ، وهو لو وجوابه.
قوله : (فَأَحْيا (١) بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) وفى العنكبوت : (مِنْ (٢) بَعْدِ مَوْتِها) وكذلك حذف (من) من قوله : (لِكَيْ لا (٣) يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) وفى الحج (مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ (٤) شَيْئاً) فحذف (من) فى قوله : (بَعْدَ مَوْتِها) موافقة لقوله : (بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) وحذف (من) فى قوله : (بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) لأنه أجمل الكلام فى هذه السورة ، فقال : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ) وفصّله فى الحجّ فقال : (والله خلقكم مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ) إلى قوله : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى) فاقتضى الإجمال الحذف ، والتفصيل الإثبات. فجاء فى كل سورة ما اقتضاه الحال.
قوله : (نُسْقِيكُمْ (٥) مِمَّا فِي بُطُونِهِ) وفى المؤمنين (فِي بُطُونِها) (٦) لأن فى هذه السورة يعود إلى البعض وهو الإناث لأن اللبن لا يكون للكل. فصار تقدير الآية : وإن لكم فى بعض الأنعام ، بخلاف ما فى المؤمنين ، فإنه لمّا عطف ما يعود على الكل ولا يقتصر على البعض ـ وهو قوله : (وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَعَلَيْها) لم يحتمل أن يكون المراد البعض ، فأنّث حملا على الأنعام ، وما قيل : إن (الْأَنْعامِ) هاهنا بمعنى النعم لأن الألف واللام يلحق الآحاد بالجمع والجمع بالآحاد حسن ؛ إلا أن الكلام وقع فى التخصيص. والوجه ما ذكرت. والله أعلم.
__________________
(١) الآية ٦٥.
(٢) الآية ٦٣.
(٣) الآية ٧٠.
(٤) الآية ٥.
(٥) الآية ٦٦.
(٦) الآية ٢١.