ومذاكرتهم فيها ما كان يجرى فى الدنيا بينهم وبين أصدقائهم ، وهو قوله : (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ (١) الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) أى يتذاكرون ، وكذلك فى (ن وَالْقَلَمِ) هو من كلام أصحاب الجنّة بصنعاء ، لمّا رأوها كالصّريم ندموا على ما كان منهم ، وجعلوا يقولون : (سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) ، بعد أن ذكّرهم التسبيح أوسطهم ، ثم قال : (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ) أى على تركهم الاستثناء ومخافتتهم أن لا يدخلنها (٢) اليوم عليكم مسكين.
قوله : (إِنَّا (٣) كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) وفى المرسلات : (٤) (كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) ؛ لأنّ فى هذه السّورة حيل بين الضمير (٥) وبين (كذلك) بقوله : (فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) فأعاد ، وفى المرسلات متّصل بالأول ، وهو قوله : (ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) فلم يحتج إلى إعادة الضّمير.
قوله : (إِذا (٦) قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) ، وفى القتال (فَاعْلَمْ (٧) أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) بزيادة (أَنَّهُ) وليس لهما فى القرآن ثالث ؛ لأنّ ما فى هذه وقع بعد القول فحكى ، وفى القتال وقع بعد العلم فزيد قبله (أَنَّهُ) ليصير مفعول العلم ، ثمّ يتصل به ما بعده.
__________________
(١) الآيات ٤٨ ـ ٥٠
(٢) كذا فى ا. وفى ب والكرمانى : «يدخلها» و «لا» فيما أثبت ناهية ولذلك جاء التوكيد ، وفى غيرها نافية. وأن مفسرة على الأول ، وناصبة على الثانى.
(٣) الآية ٣٤.
(٤) الآية ١٨
(٥) كأنه يريد الضمير فى قوله : (فَأَغْوَيْناكُمْ) توهم أنه يعود الى الله عزوجل. وإذا ثبت أنه يعود الى الرؤساء المغوين الاتباع لم يصح هذا التوجيه.
(٦)؟؟؟
(٧) الآية ١٩