قوله : (وَتَرَكْنا (١) عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) وبعده (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ) ثم (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ) وكذلك (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) فيمن جعله لغة فى إلياس ، ولم يقل فى قصّة لوط ولا يونس ولا إلياس (٢) : سلام ؛ لأنه لمّا قال : (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) ، (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) ، وكذلك ؛ (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) فقد قال : سلام على كلّ واحد منهم ؛ لقوله آخر السّورة (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ).
قوله : (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ، وفى قصّة إبراهيم : (كَذلِكَ (٣) نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ، ولم يقل : (إنا) ، لأنّه تقدّم فى قصته (إِنَّا كَذلِكَ (٤) نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) وقد (٥) بقى من قصته شىء ، وفى سائرها وقع بعد الفراغ. ولم يقل فى قصّتى لوط ويونس : (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) ؛ لأنّه لمّا اقتصر من التسليم على ما سبق ذكره اكتفى بذلك.
قوله : (بِغُلامٍ (٦) حَلِيمٍ) وفى الذاريات (عَلِيمٍ)(٧) وكذلك فى الحجر (٨) ، لأنّ التقدير : بغلام حليم فى صباه ، عليم فى كبره. وخصّت هذه السّورة. بحليم ؛ لأنه ـ عليهالسلام ـ حلم فانقاد وأطاع ، وقال : (يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) والأظهر أنّ الحليم إسماعيل ،
__________________
(١) الآيتان ٧٨ ، ٧٩.
(٢) أى فيمن لم يجعله لغة فى الياس. وهذا على قراءة آل ياسين ، وهى قراءة نافع وابن عامر ويعقوب ، كما فى الاتحاف. وقد فسرت هذه القراءة بآل القرآن أو نبينا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أو بالياس نفسه ، فقد قيل ان اسم أبيه ياسين ـ راجع البيضاوى.
(٣) الآية ١١٠
(٤) الآية ١٠٥.
(٥) ا ، ب : «لا» والمناسب ما أثبت
(٦) الآية ١٠١
(٧) الآية ٢٨
(٨) الآية ٥٣