.................................................................................................
______________________________________________________
قد عرفت عدم ضعف الروايات كلّها ، ودلالتها على الطهارة بالعلاج.
واما كون ذلك متجها مع القول بالعلاج فغير ظاهر ، خصوصا في المسألة الأولى ، إذ المتبادر من العلاج ان تكون الخمر باقية على خمريتها ، ووضع فيها ما يعالجها ويقلّبها بالخلّ مع قلّة ما يعالج به وعدم جعل ما يعالج به ايّاها من جنسه في الحال ، فان ذلك ما يفهم من العلاج ، ولا يقال : انه جعله خلا بعلاج ، فإذا طهارة الخلّ الكثير الذي جعله علاجا لخلّية الخمر القليلة جدا ، غير ظاهر بالتبعيّة ، وهو ظاهر.
فإن الأكرار من الخلّ إذا نجس بقطرة من خمر ، لا يقال : انها طهرت بتبعيّة القطرة من الخمر ، لأنها كانت علاجا لخلّية تلك القطرة ، ومثل ذلك لا يفهم من الروايات وان قلنا بفهم طهارة الخمر بالعلاج منها مع بقاء ما يعالج به.
نعم ذلك غير بعيد في المسألة الثانية (١) إذا فرض بحيث يقال : انه علاج.
(وبقي البحث في الأولى) (٢) فكلام ابن إدريس جيّد (٣) ، والتوجيه غير ظاهر وان قلنا بالعلاج.
والظاهر انهما ليستا بداخلتين في مسألة العلاج عند الشيخ وغيره أيضا ولهذا ذكروهما بعدها وحكموا بعدم الحلّ ، ونسبوا القول بالحلّ إلى بعض كتب الشيخ فتأمّل.
وأيضا قد عرفت أن لا معنى لذهاب ما يعالج به حتى يتوجّه الطهارة بالعلاج ، بل الظاهر بقاؤه ، وهو ظاهر ، وطهارته بالتبعيّة ممكن ، ودلالة الروايات عليها غير بعيدة.
__________________
(١) وهي ما لو القي في الخمر خلّ حتى يستهلكه.
(٢) وهي ما لو القي في الخلّ خمر فاستهلكه.
(٣) وهو انه لا وجه للطهارة للإجماع على ان الخلّ يصير بمخالطة الخمر له نجسا.