يجب عتق الرقبة المؤمنة ، وامّا ترفع اليد عن إطلاق «أعتق رقبةً» فلا يكفي عتق الكافرة ، فبين الخطابين منافاة ، وعند دوران الأمر يقولون بلزوم الأخذ بالدليل المقيِّد ، لكون الأمر بعتق المؤمنة ظاهراً في عتق خصوص هذا الفرد من الرقبة ، ونسبته إلى الأمر المطلق نسبة القرينة إلى ذي القرينة ، والقرينة ظهورها مقدَّم على ظهور ذي القرينة.
فيرد عليهم : إنَّ القرينة وذا القرينة وغير ذلك من شئون اللَّفظ ، فما ذكروه إنّما يتمُّ على مبنى قرينيّة المقيَّد والمخصِّص.
وكذا يتمّ تقديم المقيِّد والمخصِّص بمناط أظهريّتهما من المطلق والعام ، وهو مسلك الشيخ الأعظم ، كالجمع بين لفظي «الأسد» و«يرمي» حيث أن ظهور الأسد في الحيوان المفترس لفظي ، وظهور يرمي في رمي السهم إطلاقي ، ويتقدَّم الظهور للفظ «يرمي» ـ مع كونه اطلاقياً ـ على ظهور «الأسد» مع كونه وضعيّاً.
أمّا بناءً على ما ذهبوا إليه من أنّ دلالة الأمر على الوجوب بحكم العقل ، فإنَّ مقتضى القاعدة هو الورود لا التقييد ، لأنّ حكم العقل بالوجوب تعليقي لا تنجيزي ، من جهة كونه معلَّقاً على عدم الرخصة في الترك ، فهو يقول : كلّما جاء الأمر ولا دليل على الرخصة فهو للوجوب ، فإنْ قام الدليل على الرخصة تقدَّم من باب الورود ، لأنه يرفع موضوع حكم العقل.
فظهر وجود التنافي بين كلماتهم في المقام ، وكلماتهم في باب الإطلاق والتقييد وباب العام والخاص.
وتلخَّص : أن دلالة الأمر على الوجوب لا تتم بحكم العقل ، ما لم يرجع الوجوب إلى اللّفظ ، وذلك بأحد امور ثلاثة :