قال : نعم يا مولاي ، فأمر الامام بقطع يمينه ، فقطعت فأخذها بشماله وهي تقطر دما ، فلقيه ابن الكوا وكان يشنأ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له : من قطع يمينك؟ قال : قطع يميني الأنزع البطين ، وباب اليقين ، وحبل الله المتين ، والشافع يوم الدين ، المصلي إحدى وخمسين ، وذكر مناقب كثيرة إلى أن قال : فلما فرغ الغلام من الثناء ومضى لسبيله ، دخل عبد الله ابن الكوا على الامام فقال له : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « السلام على من اتبع الهدى ، وخشي عواقب الردى ». فقال له : يا أبا الحسنين ، قطعت يمين غلام اسود ، وسمعته يثني عليك بكل جميل ، قال : « وما سمعته يقول »؟ قال : قال كذا ، وأعاد عليه جميع ما قال الغلام ، فقال الامام لوليده الحسن والحسين ( عليهما السلام ) : « أمضيا وائتياني بالعبد » فمضيا في طلبه في كندة ، فقالا له : « أجب أمير المؤمنين ، يا غلام » قال : فلما مثل بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال له : « قطعت يمينك ، وأنت تثني علي بما قد بلغني » فقال : يا أمير المؤمنين ، ما قطعتها إلا بحق واجب ، أوجبه الله ورسوله ، فقال الإمام ( عليه السلام ) : « أعطني الكف » فأخذ الامام الكف وغطاه بالرداء ، وكبر وصلى ركعتين ، وتكلم بكلمات سمعته يقول في آخر دعائه : « آمين رب العالمين » وركبه على الزند ، وقال لأصحابه : « اكشفوا الرداء عن الكف » فكشفوا الرداء عن الكف ، وإذا الكف على الزند بإذن الله تعالى.
[ ٢٢٣٦٨ ] ١٢ ـ الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : بإسناده عن الفضل بن شاذان ، عن عبد الرحمان ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « القائم ( عليه السلام ) يهدم المسجد الحرام إلى أن قال وقطع أيدي بني شيبة السراق ، وعلقها على الكعبة ».
[ ٢٢٣٦٩ ] ١٣ ـ الصدوق في العلل : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن
__________________
١٢ ـ الغيبة للطوسي ص ١٨٢.
١٣ ـ علل الشرائع ص ٤١٠ ح ٥ وعنه في البحار ج ٥٢ ص ٣١٧ ح ١٤.