أبا عبد الله عليهالسلام فأخبرته بذلك ، فقال لي : ولم فعلت ذلك؟ بئس ما صنعت إنما تصليها إذا لم ترها خلف الجبل غابت أو غارت ما لم يتجللها (١) سحاب أو ظلمة تظلها فإنما عليك مشرقك ومغربك وليس على الناس أن يبحثوا » (٢).
٦٦٣ ـ وقال الصادق عليهالسلام : « إذا غابت الشمس فقد حل الافطار ووجبت الصلاة وإذ صليت المغرب فقد دخل وقت العشاء الآخرة إلى انتصاف الليل ».
٦٦٤ ـ وقال أبو جعفر عليهالسلام : « ملك موكل يقول : من بات عن العشاء الآخرة إلى نصف الليل فلا أنام الله عينيه ».
٦٦٥ ـ وقال الصادق عليهالسلام : « من صلى المغرب ثم عقب ولم يتكلم حتى يصلي ركعتين كتبتا له في عليين ، فان صلى أربعا كتبت له حجة مبرورة ».
ووقت الفجر حين يعترض الفجر ويضئ حسنا ويتجلل الصبح السماء ويكون
__________________
(١) في بعض النسخ « يتجلاها ». وقال استاذنا الشعراني ـ مد ظله ـ في هامش الوافي : هذه رواية شاذة مخالفة للاخبار الكثيرة الدالة بان غيبوبة الشمس خلف الجبل لا يكفي ، فلعله نهى عن التفتيش حين اشتغال الناس بالصلاة لأنه يخالف التقية ، أو لان الغروب يعرف بزوال الحمرة فلا حاجة إلى صعود الجبل ، أو لان الموضع المرتفع يستلزم انحدار الأفق الحسى فيرى قرص الشمس فوقه مع أن الذي في أسفل الجبل لو فرض عدم الحاجب بينه وبين الشمس لم يرها لكون الأفق أعلى بالنسبة إليه وذلك قال عليهالسلام « فإنما عليك مشرقك ومغربك » وهذا مبين في علم الهيئة.
(٢) ذم الصادق عليهالسلام لأسامة على صعود الجبل كان لإثارة الفساد بأن يقول إنهم يفطرون والشمس لم يغب بعد ، مع أن العامة قائلون بغيبوبة القرص ، أو يقول لهم ويحصل الضرر بسببه إليه عليهالسلام والى غيره كما هو الظاهر من الخبر أولا وآخرا ، ويمكن أن يكون المراد بقوله عليهالسلام « فإنما عليك مشرقك ومغربك » أنه لا يحتاج إلى صعود الجبل ويمكن فهم الطلوع والغروب بظهور الحمرة أو ذهابها في المشرق للغروب وعكسه للطلوع ، وظاهر الصدوق ـ رحمهالله ـ أنه حمل هذه الأخبار كلها على استتار القرص ولو كان خلف الجبل كما هو ظاهرها وان أمكن أن تكون ردا على الخطابية أيضا. (م ت)