وعليه صوم شهر رمضان ، فإن كان له مقام في البلد الذي يذهب عشرة أيام أو أكثر وينصرف إلى منزله (١) ويكون له مقام عشرة أيام أو أكثر قصر في سفره وأفطر » (٢).
١٢٧٨ ـ وقال الصادق عليهالسلام : « الجمال والمكاري إذا جد بهما السير قصرا فيما بين المنزلين ، وأتما في المنزلين » (٣).
١٢٧٩ ـ وروى عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن جزك (٤) قال : « كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليهالسلام أن لي جمالا ولي قوام ولست أخرج فيها إلا في طريق
__________________
(١) هذا الحديث صحيح وظاهره أن التقصير موقوف على الامرين ، ولعل قوله « وينصرف » الواو فيه بمعنى « أو » ، وأما ما تضمنه من أن المكارى إذا لم يستقر الا خمسة أو أقل ففيه مخالفة للمعروف بين المتأخرين من أن الخلاف منحصر في إقامة الخمسة لا أقل منها. ( الشيخ محمد ره )
(٢) قوله : « قصر في سفره » أي سفره الذي ينشئ بعد ذلك وظاهر في أن تقصيره يتوقف على الامرين أي مقام عشرة في البلد الذي يذهب إليه وعشرة أخرى في منزله وكون كل واحد منهما مستقلا في ذلك يحتاج إلى التأويل ولعل معنى الواو هنا اشتراك الامرين في أن السفر الذي يقع بعدها يجب فيه التقصير. ( مراد )
(٣) أي السير جعلهما باذلين لجهدهما وفى الصحاح الجد : الاجتهاد في الأمور ويمكن أن يحمل المنزلان على ما لا ينبغي التقصير فيهما لكونهما منزلين لهما أو محلى إقامتهما وما بينهما بلوغ المسافة كما يفهم من قوله عليهالسلام : « جد بهما السير » ، والجمال والمكاري على من لم يثبت له حكم التمام في السفر كما إذا كان أول سفرهما ولم يعد ذلك شغلا لهما ( مراد ) وقال الشهيد ـ رحمهالله ـ في الذكرى : المراد بجد السير أن يكون مسيرهما متصلا كالحج والاسفار التي لا يصدق عليها صنعه. وقال الكليني وتبعه الشيخ ـ رحمهماالله ـ : ان المراد أن يجعلوا المنزلين منزلا فيقصرون في الطريق ويتمون في المنزل ، قلت : الظاهر أنه أراد بالمنزل الذي ينتهيان إليه مسافرين لا منزلهما إذ منزلهما لا اشكال فيه ولعله للمشقة الشديدة بذلك لخروجه عن السير المعتاد ـ انتهى. وقال بعضهم : لعل المراد أنه إذا كانا قصدا مكانا من غير شغلهم كالزيارة وأمثالها. وفى بعض النسخ « أتما في المنزل ».
(٤) هو جمال من أصحاب الهادي عليهالسلام. وفى بعض النسخ « محمد بن شرف »