والذي أقوله في قوله عليهالسلام : من مثل مثالا يعني به أنه من أبدع بد ودعا إليها ، أو وضع دينا فقد خرج من الاسلام ، وقولي في ذلك قول أئمتي عليهمالسلام ، فإن أصبت فمن الله على ألسنتهم وإن أخطأت فمن عند نفسي.
٥٨٠ ـ وروي عن عمار الساباطي أنه قال : « سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الميت هل يبلى جسده؟ فقال : نعم حتى لا يبقى لحم ولا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى ، تبقى في القبر مستديرة (١) حتى يخلق منها كما خلق أول مرة ».
٥٨١ ـ وقال الصادق عليهالسلام : « إن الله عزوجل حرم عظامنا على الأرض ، و حرم لحومنا على الدود أن تطعم منها شيئا ».
٥٨٢ ـ وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « حياتي خير لكم ومماتي خير لكم ، قالوا : يا رسول الله وكيف ذلك؟ فقال صلىاللهعليهوآله : أما حياتي فإن الله عزوجل يقول : « وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم » وأما مفارقتي إياكم فإن أعمالكم تعرض علي كل يوم فما كان من حسن استزدت الله لكم ، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم ، قالوا : وقد رممت يا رسول الله يعنون صرت رميما فقال : كلا إن الله تبارك وتعالى حرم لحومنا على الأرض أن تطعم منها شيئا » (٢).
٥٨٣ ـ وروي « أن أعمال العباد تعرض على رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى الأئمة عليهمالسلام كل يوم أبرارها وفجارها فاحذروا ، وذلك قول الله عزوجل : وقل اعملوا فسيرى الله
__________________
من نصب دينا غير دين الله ودعا الناس إليه وبقولي » من اقتنى كلبا « مبغضا لنا أهل البيت اقتناه وأطعمه وسقاه ، من فعل ذلك فقد خرج من الاسلام ».
(١) لعله مأخوذ من دار يدور دورا بمعنى منتقلة من حال إلى حال ومن شأن إلى شأن ، و الحاصل ما سوى النطفة لا يبقى إنما تبقى الطينة مستديمة مستمرة ، ويؤيده ما في بعض النسخ من لفظ « مستديمة » بدل مستديرة فالنطفة مستديمة في جميع مراتب التغيير دايرة منتقلة من حال إلى حال مع بقائها في ذاتها حتى يخلق منها كما خلق أول مرة. ( سلطان )
(٢) هنا كلام وهو أن المعروض عليه هو الروح وصيرورة البدن رميما لا ينافي ذلك ولعل جوابه صلىاللهعليهوآله مبنى على رفع توهم القائل لا على توقف العرض على وجود البدن. ( مراد )