إليه في ارتفاع درجة عنده أو غفران سيئة أحصتها كتبته وحفظتها رسله (١) لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه وأتخوف عليكم من أليم عقابه ، وبالله لو انماثت (٢) قلوبكم انمياثا وسالت عيونكم من رغبة إليه ورهبة منه دما ، ثم عمرتم في الدنيا ما كانت الدنيا باقية ما جزت أعمالكم ولو لم تبقوا شيئا من جهدكم لنعمه العظام عليكم وهداه إياكم إلى الايمان ما كنتم لتستحقوا أبد الدهر ما الدهر قائم بأعمالكم جنته ولا رحمته (٣) ، ولكن برحمته ترحمون وبهداه تهتدون ، وبهما إلى جنته تصيرون ، جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين.
وإن هذا يوم حرمته عظيمة وبركته مأمولة ، والمغفرة فيه مرجوة ، فأكثروا ذكر الله تعالى واستغفره وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم ، ومن ضحى منكم بجذع من المعز (٤) فإنه لا يجزي عنه ، والجذع من الضأن يجزي.
ومن تمام الأضحية استشراف عينها وأذنها (٥) وإذا سلمت العين والاذن
__________________
(١) المراد بالرسل هنا الملائكة الموكلون باعمال العباد.
(٢) انماث الملح في الماء انمياثا أي ذاب.
(٣) « ما جزت أعمالكم » بالرفع على الفاعلية أي التي ذكرت من أعمالكم لا تجزى لما عليكم من النعم العظام حذف المجزى بقرينة ذكره عن قريب. وقوله « لنعمه العظام ـ الخ » أي لجزاء تلك النعم ، وقوله عليهالسلام « ما كنتم لتستحقوا » جزاء « لو لم تبقوا » فليست « لو » هذه وصلية. وقوله « بأعمالكم » متعلق بقوله « لتستحقوا » ، و « ما » في قوله « ما الدهر قائم » مثلها في ما دام. ( مراد )
(٤) الجذع قبل الثنى والجمع جذعان وجذاع والأنثى جذعة والجمع جذعات ، تقول منه لولد الشاة في السنة الثانية ، ولولد البقر والحافر في السنة الثالثة ، وللابل في السنة الخامسة أجذع وقد قيل في ولد النعجة انه يجذع في ستة أشهر أو تسعة أشهر وذلك جائز في الأضحية ( كذا في الصحاح ) واما الذي ذهب إليه الفقهاء فالمشهور أن المعز يجزى إذا دخل في الثالثة والضأن إذا دخل في الثانية. يعنى تم له سنة كاملة.
(٥) الأضحية الشاة التي طلب الشارع ذبحها بعد شروق الشمس من عيد الأضحى