قالا : قلنا له فمن صلى في السفر أربعا أيعيد أم لا؟ قال : إن كان قد قرأت عليه آية التفسير وفسرت له فصلى أربعا أعاد (١) وإن لم يكن قرئت عليه ولم يعلمها فلا إعادة عليه ، والصلوات كلها في السفر الفريضة ركعتان كل صلاة إلا المغرب فإنها ثلاث ليس فيها تقصير تركها رسول الله صلىاللهعليهوآله في السفر والحضر ثلاث ركعات (٢).
وقد سافر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى ذي خشب وهي مسيرة يوم من المدينة يكون إليها بريدان (٣) أربعة وعشرون ميلا فقصر وأفطر فصارت سنة (٤).
وقد سمى (٥) رسول الله صلىاللهعليهوآله قوما صاموا حين أفطر : العصاة ، قال عليهالسلام : فهم العصاة إلى يوم القيامة (٦) وإنا لنعرف أبناءهم وأبناء أبنائهم إلى يومنا هذا.
١٢٦٦ ـ وسأل محمد بن مسلم عليهالسلام فقال له : الرجل يريد السفر
__________________
(١) لعل ذكر قراءة الآية بطريق التمثيل فالمراد أنه ان علم وجوب التقصير فعليه الإعادة والا فلا ، فالجاهل معذور هنا. ( سلطان )
(٢) إلى هنا رواه العياشي في تفسيره ج ١ ص ١ ٢٧ وفى دعائم الاسلام ج ١ ص ١٩٥ مثله إلى قوله « صنعه النبي صلىاللهعليهوآله ». وقال بعض الشراح : من قوله « والصلوات كلها في السفر » من كلام المصنف وليس بشئ.
(٣) هذا مضمون صحيحة أبي بصير حيث قال : « قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : في كم يقصر الرجل؟ فقال : في بياض يوم أو بريدين ، قال : فان رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج إلى ذي خشب فقصر ، فقلت فكم ذي خشب؟ فقال : بريدان » التهذيب ج ١ ص ٤١٥.
(٤) لعل مرجع الضمير مسيرة يوم أي فصارت مسيرة يوم يؤخذ بها في القصر.
(٥) من هنا إلى آخر الحديث مت تتمة حديث زرارة كما في الكافي ج ٤ ص ١٢٧ والتهذيب ج ١ ص ٤١٣.
(٦) في الكافي والتهذيب « قوما صاموا حين أفطر عصاة وقال : هم العصاة إلى يوم القايمة ـ الخ ». وقال الفاضل التفرشي « قوله : وانا لنرعف ـ الخ » فيه اشعار بان معنى قول النبي صلىاللهعليهوآله « فهم العصاة إلى يوم القيامة » أنهم وما توالدوا إلى يوم القيامة عصاة. أي يتبعون آباءهم.