عزوجل بها ، وقد كن النساء (١) في زمن نوح عليهالسلام إنما تحيض المرأة في السنة حيضة حتى خرج نسوة من مجانهن (٢) وكن سبعمائة امرأة فانطلقن فلبسن المعصفرات من الثياب وتحلين وتعطرن ، ثم خرجن فتفرقن في البلاد فجلسن مع الرجال ، وشهدن الأعياد معهم ، وجلسن في صفوفهم فرماهن الله عزوجل بالحيض عند ذلك في كل شهر يعني أولئك النسوة بأعيانهن (٣) فسالت دماؤهن فأخرجن من بين الرجال فكن يحضن في كل شهر حيضة فشغلهن الله تعالى بالحيض وكسر شهوتهن قال وكان غيرهن من النساء اللواتي لم يفعلن مثل ما فعلن يحضن في كل سنة حيضة قال فتزوج بنو اللائي يحضن في كل شهر بنات اللائي يحضن في كل سنة حيضة فامتزج القوم فحضن بنات هؤلاء وهؤلاء في كل شهر حيضة ، فكثر أولاد اللائي يحضن في كل سنة حيضة لاستقامة الحيض (٤) وقل أولاد اللائي يحضن في كل سنة حيضة لفساد الدم ، قال : فكثر نسل هؤلاء وقل نسل أولئك.
١٩٤ ـ وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « إن فاطمة ( صلوات الله عليها ) ليست كأحد منكن إنها لا ترى دما في حيض ولا نفاس كالحورية ».
١٩٥ ـ وسئل الصادق عليهالسلام « عن قول الله عزوجل : « لهم فيها أزواج مطهرة » قال : الأزواج المطهرة اللائي لم يحضن ولا يحدثن ».
وقال أبي رحمهالله في رسالته إلي : إعلم أن أقل أيام الحيض ثلاثة أيام ، وأكثرها عشرة أيام ، فان رأت المرأة الدم ثلاثة أيام وما زاد إلى عشرة أيام فهو حيض
__________________
(١) كذا والظاهر وقد كانت النساء من غير ضمير الجمع مع الفاعل الظاهر الا أن يقال إن سام الظاهر بدل عن الضمير. ( سلطان )
(٢) المجن : الموضع الذي يستتر فيه. وفى بعض النسخ « محاربيهن » وفى بعضها حجالهن وفى بعضها « مخازنهن » وفى بعضها « مخابهن ».
(٣) أي بأشخاصهن.
(٤) إضافة الاستقامة إلى الحيض من قبيل إضافة المسبب إلى السبب أي استقامة المزاج من جهة الحيض فكثرة الحيض سبب كثرة النسل لاستقامة المزاج المثمرة للحمل على خلاف الامر في احباس الحيض فان سبب لفساد الدم وعدم استقامة المزاج فتعسر الحمل وتقل النسل فاللام للتعليل لا للعاقبة كما ربما يتوهم ( م ح ق ).