ومعناه نبش قبرا لان من نبش قبرا فقد جدده وأحوج إلى تجديده وقد جعله جدثا محفورا.
وأقول : إن التجديد على المعنى الذي ذهب إليه محمد بن الحسن الصفار ، و التحديد بالحاء غير المعجمة الذي ذهب إليه سعد بن عبد الله ، والذي قاله البرقي من أنه جدث كله داخل في معنى الحديث (١) ، وأن من خالف الإمام عليهالسلام في التجديد والتسنيم والنبش واستحل شيئا من ذلك فقد خرج من الاسلام (٢).
__________________
(١) مراده بهذه الكلام غير معلوم فإنه ان أراد ورود الخبر بكل ما قال فليس كذلك ، وان أراد أن لاحدها معنى عاما شاملا للجميع فليثبته. ثم اعلم أن ما في المتن أقرب الجميع و « جدث » أبعدها لأنه لم يسمع بفعل من « جدث » سوى « اجتدث » بمعنى اتخذ قبرا فلذا قال ابن الوليد بعد نقل كلام البرقي « لا ندري ما عنى به » ولكن الشيخ قال في التهذيب ج ١ ص ١٣٠ يمكن أن يكون المعنى بهذه الرواية النهى أن يجعل القبر دفعه أخرى قبرا لانسان آخر لان الجدث هو القبر فيجوز أن يكون الفعل مأخوذا منه ـ انتهى ، ولكن لم يستعمل فعل من جدث مجردا.
ثم أعلم أن الشيخ ـ رحمهالله ـ نسب قول ابن الوليد إلى الصدوق وهذا وهم منه كما عرفت وتبعه العلامة ـ رحمهالله ـ. وقد حكى عن المفيد أنه رواه « خدد » بالخاء المعجمة والدال مأخوذا من قوله تعالى : « قتل أصحاب الأخدود » والخد الشق. ( راجع الاخبار الدخيلة ص ٥٠ ).
(٢) قال بعض الشراح : المعاني المذكورة ليست من ضروريات الدين حتى يخرج مستحلوها بسبب استحلالها عن الاسلام مع أن الاستحلال ليس في الرواية والذي يدور في خلدي أن معنى الرواية على التمثيل والاستعارة حيث شبه بدن الجاهل بالقبر ، وروحه بالميت لان حياة الروح بالعلم وترويج أفعاله وأقواله فقد خرج عن الدين وقوله عليهالسلام « مثل مثالا » يعنى أبدع في الدين بدعة كما فسره الصدوق ـ رحمهالله ـ انتهى ، أقول : أخذه المؤلف مما رواه هو في كتابه معاني الأخبار عن الصادق عليهالسلام أنه قال « من مثل مثالا واقتنى كلبا فقد خرج من الاسلام فقيل له : هلك إذا كثير من الناس فقال : ليس حيث ذهبتم ، إنما عنيت بقولي « من مثل مثالا »