خيوط وثمان عقد ثلاثة عشر لتتمة ما عليهم من الفرائض ، وهي ستمائة ، وثلاث عشرة فريضة ، ليذكروا (١) بها ما كتب الله عليهم من الفرائض ، والتزموا (بها) (٢)(٣). ولنرجع إلى الإعراب والتفسير.
قوله : (أَلَّا تَعْلُوا) فيه أوجه :
أحدها : أن «أن» مفسرة كما تقدم في أحد الأوجه في «أن» قبلها في قراءة عكرمة (٤) ، ولم يذكر الزمخشري غيره (٥) ، وهو وجه حسن ، لما في ذلك من المشاكلة (٦) ، وهو عطف الأمر عليه ، وهو قوله : (وَأْتُونِي)(٧).
الثاني : أنها مصدرية في محل رفع بدلا من «كتاب» ، كأنّه قيل : ألقي إليّ أن لا تعلوا عليّ(٨).
الثالث : أنها في موضع رفع على خبر ابتداء مضمر ، أي هو أن لا تعلوا (٩).
الرابع : أنها على إسقاط الخافض ، أي : بأن لا تعلوا (١٠) ، فيجيء في موضعها القولان المشهوران (١١).
والظاهر أن «لا» في هذه الأوجه الثلاثة للنهي ، وقد تقدّم أن «أن» المصدرية توصل بالمتصرف (١٢) مطلقا. وقال أبو حيان : و «أن» في قوله : (أَنْ لا تَعْلُوا) في موضع رفع (١٣) على البدل من «كتاب» ، وقيل في موضع نصب على : «بأن لا تعلوا» ، وعلى هذين التقديرين تكون «أن» ناصبة للفعل (١٤). فظاهر هذا أنّها نافية ، إذ لا يتصور أن تكون ناهية بعد «أن» الناصبة للمضارع ، ويؤيّد هذا ما حكاه عن الزمخشري ، فإنّه قال : وقال الزمخشري : و «أن» في أن لا تعلوا مفسرة (١٥) ، قال : فعلى هذا تكون «لا» في :
__________________
(١) في الأصل : يذكروا.
(٢) انظر الكليات لأبي البقاء الكفوي الحنفي (٧).
(٣) ما بين القوسين سقط من ب.
(٤) في قوله تعالى : «إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ» من الآية ٣٠ من السورة نفسها ؛ بفتح الهمزتين.
(٥) قال الزمخشري : (و «أن» في «ألّا تعلوا» مفسرة أيضا) الكشاف ٣ / ١٤١ ، وانظر البيان ٢ / ٢٢٢ ، التبيان ٢ / ١٠٠٨.
(٦) في ب : من المشاكلة كلمة.
(٧) انظر البحر المحيط ٧ / ٧٢.
(٨) انظر معاني القرآن للفراء ٢ / ٢٩١ ، مشكل إعراب القرآن ٢ / ١٤٨ ، البيان ٢ / ٢٢٢.
(٩) قال أبو البقاء : (موضعه رفع بدلا من «كتاب» ، أي : هو ألا تعلوا) التبيان ٢ / ١٠٠٨.
(١٠) انظر مشكل إعراب القرآن ٢ / ١٤٨ ، البيان ٢ / ٢٢١.
(١١) وهما إما أن يكون في موضع نصب وذلك عند الخليل وأكثر النحويين ، وجر عند الكسائي ، وجوز سيبويه أن يكون المحل جرا ، وتقدم الحديث عنهما عند قوله تعالى : «وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً» [المؤمنون : ٥٢].
(١٢) في ب : بالتصرف.
(١٣) رفع : سقط من ب.
(١٤) البحر المحيط ٧ / ٧٢.
(١٥) الكشاف ٣ / ١٤١.