٦١٣ ـ وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : « إن أفضل ما يتوسل به المتوسلون الايمان بالله ورسوله ، والجهاد في سبيل الله ، وكلمة الاخلاص فإنها الفطرة ، وإقام الصلاة فإنها الملة ، وإيتاء الزكاة فإنها من فرائض الله عزوجل ، والصوم فإنه جنة من عذابه ، وحج البيت فإنه منفاة للفقر ومدحضة (١) للذنب ، وصلة الرحم فإنها مثراة في المال ومنسأة في الأجل (٢) ، وصدقة السر فإنها تطفئ الخطيئة وتطفئ غضب الله عزوجل وصنايع المعروف فإنها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان (٣) لا فاصدقوا فإن الله مع الصادقين ، وجانبوا الكذب فإنه يجانب الايمان ألا إن الصادق على شفا منجاة وكرامة ، ألا إن الكاذب على شفا مخزاة وهلكة ، ألا وقولوا خيرا تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم ، وصلوا أرحام ، من قطعكم ، وعودوا بالفضل على من حرمكم » (٤).
٦١٤ ـ وروي عن معمر بن يحيى قال : « سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إذا جئت بالخمس الصلوات لم تسأل عن صلاة ، وإذا جئت بصوم شهر رمضان لم تسأل عن صوم ».
٦١٥ ـ وروي عن عائذ الأحمسي أنه قال : « دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وأنا أريد أن أسأله عن الصلاة فبدأني فقال : إذا لقيت الله عزوجل بالصلوات الخمس لم يسألك عما سواهن » (٥).
__________________
(١) دحضت الحجة دحضا بطلت وزالت.
(٢) نسأت الشئ : أخرته. ومثراة أي مكثرة له.
(٣) أي من البلاء التي لا يمكن الخلاص منها ويصير به حقيرا بين الناس وكالاتهام بالأكاذيب وأمثالها أو الذنوب التي يهان بها عند الله وعند أوليائه. (م ت)
(٤) من العائدة أي تعفوا بالمعرف والصلة والاحسان على من حرمكم ، وحرمه الشئ يحرمه حرمانا من باب ضرب ويحتمل أن يكون العود بمعنى الرجوع أو بالتشديد من التعود أي اجعلوا عادتكم الفضل. ( سلطان )
(٥) أي من النوافل ،
وقيل مطلقا تفضلا وليس بشئ. والحديث كما رواه الشيخ
رحمة الله عليه في التهذيب عن الحسن بن موسى
الحناط هكذا قال : « خرجنا أنا وجميل