فإذا فرغت من تسبيح فاطمة عليهاالسلام فقال : « اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ولك السلام ، وإليك يعود السلام ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ، السلام عيك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام على الأئمة الهادين المهديين ، السلام على جميع أنبياء الله ورسله وملائكته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين » ثم تسلم على الأئمة واحدا واحدا عليهمالسلام وتدعو بما أحببت.
__________________
وكانت عندي؟ قال : بلى ، قال : انها جرت بالرحى حتى أثرت في يدها ، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها ، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها ، فأتى النبي صلىاللهعليهوآله خدم ـ يعنى سبى ـ فقلت : لو أتيت أباك فسألته خادما ، فأتته فوجدت عنده حداثا فرجعت ، فأتاها من الغد فقال : ما كان حاجتك؟ فسكتت ، فقلت أنا أحدثك يا رسول الله ، جرت بالرحى حتى أثرت في يدها ، وحملت القربة حتى أثرت في نحرها فلما أن جاء الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادما يقيها حر ما هي فيه ، قال : اتقى الله يا فاطمة ، وأدى فريضة ربك ، اعملي عمل أهلك وإذا أخذت مضجعك فسبحي ثلاثا وثلاثين ، وحمدي ثلاثا وثلاثين ، وكبرى أربعا وثلاثين فتلك مائة ، فهو خير لك من خادم ، قالت : رضيت عن الله وعن رسول. زاد في رواية « ولم يخدمها ».
فقف أيها القارئ الكريم وتأمل جيدا في هذا الخبر الشريف المجمع عليه فان بضعة المصطفى صلىاللهعليهوآله وقرة عينه الوحيدة تطلب منه من السبي والغنائم خادما ليعينها في مهام ـ منزلها ويزيل عنها شيئا من تعبها وهو سلطان نافذ الكلمة ، وراع مسيطر في وقته ، بيده الأموال بل النفوس وله القدرة بأعظم مظاهرها بحيث يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله ، مع ذلك كله يأمر ابنته الوحيدة وفلذة كبده الفريدة بالتقوى والقيام بواجب بيتها والاكثار من ذكر ربها ولم يرض أن يعطيه من بيت مال المسلمين خادما وقال صلى الله عليه وعليهما : ألا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم. فتجيب المعصومة سلام الله عليها طائعة مشعوفة مختارة : « رضيت عن الله ، رضيت عن رسول الله ». فخذ هذا مثلا لا يلمسك الحقيقة جدا في معرفة من حذا حذو الرسول صلىاللهعليهوآله ومن مال عن طريقته ونأى بجانبه وحاد عن سنته ممن يدعى الخلافة بعده فرسول الله صلى الله عليه وآله هو الامام المتبع فعله والرئيس المقتفى أثره.